The magazineلحظة تفكير

واسيني الأعرج يكتب عن “سَارَة رِيفَنْز “رهينة” صَمْتِها”

انتهيت من قراءة الأجزاء الثلاثة من رواية “رهينة” التي أحدثت ضجة غير مسبوقة في الوسط الأدبي والإعلامي، ولو اني مستغرب جدا من أن سارة لم تمر حتى اليوم على البلاتوهات الثقافية الكبيرة، محافظة على المزيد من السرية والسحر المبهر. رواية
“رهينة” بدون أداة التعريف “ال” كما وردت في الكتاب الأصلي CAPTIVE، لها دلالة واضحة لأن بطلة الرواية إيلاّ Ella جسد غض لم يتجاوز 22 سنة، ضائع ومنتهك في مدينة أو فضاء يتم فيه كل شيء بلا عقاب وكأنه لا سلطة في تلك الأرض التي تشبهنا وتشبه العالم. وهي “مملوكة” لشخصية يدعى جون John وكأننا في عصر العبودية والرقيق الابيض،، تسميه إيلاّ الخنزير، لا ضمير له مطلقا ولا مروءة ولا إنسانية. حيوان متوحش بكل المواصفات. يستغلها جنسيا إلى أقصى الحدود ويعذبها ويكاد يكون “قوادا”. وهناك تلميحات في البداية إلى أن يكون هو من اغتصب عذريتها أول مرة بكل ما يمكن أن يترك ذلك من أزمات نفسية واحقاد في أعماقها وغضبها من محيطها. حاقدة عليه لكنها لا تستطيع أن تتركه لأنها في حاجة ماسة لماله. “جسدي لم يعد ملكي” كما تقول إيلاّ. الرواية مكونة من ثلاثة أجزاء شكليا، أقول شكليا لأن الجزء الثاني هو في الأصل تابع للأول لهذا لم تكتب عليه الجزء الثاني ولكن الجزء الأول ونصف. بدا لي حشوا غير ضروري ولا مبرر كبير له سوى تجميع مادة نشرت على المنصة في سياق الشرح الروائي وكان لابد من إيجاد مكان لها على الورقي. يمكن للجزء الأول الناجح من الرواية أن يحمله على عاتقه. انطباعي بسيط عن الرواية. فهي تنتمي لفضاء آخر هو فضاء المنصات الإبداعية وقد نشرته على منصة واتباد Wattpad التي تهتم بأدب ينتمي أغلبه إلى الدارك رومانس Dark romance، حر في لغته، لا رقابة عليه مطلقا لا في الوقائع والأحداث ولا في اللغة. وقد تحررت سارة كليا من الاسم عندما اختارت اسما مستعارا يسمح لها بأن تقول ما تريد قوله. لا تخلو فقرة واحدة من كلمة “نابية” صعب أن تمر بسهولة في قاموس اللغة العربية. مع موضوعات مسبقة تساعد على الانتشار لأن المقروئية هي شبابية متعطشة للصراخ ولقول ما يشغلها داخليا، ولهذا المواد المتعلقة بالجنس المرضي المرتبط بمازوشية مسبقة أو بصادية مرضية، والمثلية والاغتصاب والمخدرات، وامتهان الجسد الأنثوي الغض يمكِّننا من أن نقول إنها وصفات جاهزة عرفت تستغلها بذكاء ومكنت العمل الروائي من المرور نحو أوسع مقروئية. عرفت كيف تسحر سبع ملايين بكتاباتها. المشكلات المثارة في الرواية حقيقية تمسالمجتمع الإنساني قاطبة، ومنه الجزائري. لمن أراد أن يقرأ هذا الأدب الدارك رومانس، أن يتخلص من النموذج الكلاسيكي للرواية على الأقل فترة القراءة، حتى تكون أحكامه مؤسسة على الرغبة في الفهم وليس الحكم، لأن جمهورها المكون من 7 ملايين ليس في عمومه الجمهور التقليدي، ولكن جمهور المنصات من الشباب من 15 إلى 25 الذي يعيش هذه اليوميات القاسية والتيه، ولهذا لا نجد أثرا لموضوعات الرواية الكلاسيكية والمشكلات السياسية التي تؤرقنا. لا مشكلة سياسية بشكل مباشر، لا خطاب منبري، ولكن أوضاعا قاتلة تعيشها إيلاّ في جسدها وجلدها المحروق بأعقاب السجائر. شيء واحد يشغلها هو كيفية الانعتاق من مجتمع وعصابة اغتصبت كل شيء حتى الأجساد. بأية لغة نتحدث مع هذا الأدب؟ باللغة المورثة من النص الكلاسيكي الذي ينتمي إلى حلقة أخرى أم بلغة أدب المنصات الذي هو في الأصل رقمي، كل شيء فيه يتم على المنصة. عالم افتراضي آخر لا نعرفه جيدا، لأننا عندما ندخل إلى منصة واتباد كأننا أدغالا لا نعرفها، من النصوص المختلطة، فيها القيم وفيها المبتذل. سوق حقيقية. ساره ريفنس فتحت بعملها عالمنا المغلق وسحبتنا نحوها بهذا النص الذي يشبه الثلاثيات التي صدرت في السنوات الأخيرة مثل ثلاثية ميلينيوم ليتيغ لارسن، والخمسون لونا لغري للروائية البريطانية أ. ل. جيمس . عندما دخلت إلى منصة واتباد باللغة الفرنسية وجدت عالما آخر يبدو سجينا داخل الافتراضي، جميلا أنهم اخرجوه من هناك ليصبح مشاعا لكن يضعنا نحن القراء أمام قضية كبيرة: كيف نصف هذا الأدب؟ أي تعريف نقدمه عنه؟ رقميا؟ لقد انتهى أن يكون كذلك منذ اللحظة التي خرج فيها من المنصة ليصبح ورقيا؟ وهل هو ورقي بينما نشأته الأولى كانت على منصة واتباد؟ لهذا انطلقت من فكرة بسيطة أنه يجب قراءته أولا، وقراءة الرواية بفكر مستقل قليلا والخروج من الأحكام المسبقة فقط لأن الفتاة عمرها 24 سنة وتحولت روايتها إلى ظاهرة غريبة في فرنسا حيث الأبواب ليست مفتوحة بسهولة. تأمل الظاهرة من خلال النصوص بدل ضربها مسبقا قبل قراءتها وتحكيم المعيار الإيديولوجي، ربما في هذا السياق، المعيار التجاري كان أولى ما دام في حوزتها قرابة العشرة ملايين أصدقاء. ما قرأته من تعليقات مجانية وسهلة وغير متبصرة، أثارتني حقيقة كثيرا وكلها شتائم واحتقار؟ شيء لا معنى له وشديد البؤس. أعتقد عندما يصبح الكتاب في حوزة الشباب المتابعين للمنصات ستجد مكانها الكبير في المعارض. كيف نحتقر شيئا لا نعرفه؟ وهل لنا أصلا تأثير في مسار هذه الرواية؟ ما هو السند الذي قدمته الجزائر والعالم العربي لهذه الشابة، على الأقل لترجمتها وقراءتها عن قرب. الرواية ترجمت بسرعة إلى عشر لغات إلا العربية التي لم نرها بعد؟ لو وُجدت دار لها سرعة البديهة والقنص التجاري لفعلت ما فعلته دار هاشيت التي تملتك أكبر شبكة توزيع وهي التي أقنعت الشابة بطباعة روايتها وكانت فيي البداية جد مترددة. الناشر العربي للأسف لا يعرف كيف ينتج الظاهرة الأدبية، ويعتمد في مجمله على ما يخرج من المطابع الغربية. نحن على الهامش للأسف. لا يد لنا ابدا في شهرة رواية سارة ريفنز، ولا في انطلاقتها الجماهيرية سريعا، ولا في احتلالها المراتب الأولى في الشهور الأخيرة من بين المنشورات الفرنسية والمترجمة إلى اللغة الفرنسية. ظاهرة مدهشة بامتياز. في عمر 24 سنة تبيع كاتبة غير معروفة إلا في داخل المنصات الأدبية، (تعمل في السلك الرياضي بالجزائر، لا نعرف عنها الكثير) أكثر من 200 ألف نسخة في ظرف وجيز، طبعة الجزء الأول والثاني والثالث تتخطى اليوم عتبات النصف مليون؟
في جزائر الصمت، تظل سارة ريفينز إلى اليوم غير محسوبة. التكريمات الفرنسية لا تحصى، من دار النشر والتوزيع ولافناك، والحلقات الأدبية والثقافية، في الجزائر لا يسمع بها إلا القليلون؟ لماذا؟ ألا يحرك هذا المؤسسات الثقافية العليا، الرئاسة والوزارة؟ هي في النهاية لم تحك إلا عن فساد المافيا التي خربت البلد، وتجار المخدرات الذين ملكوا جزءا كبيرا من البلد وحولوه إلى مزرعة تتم فيها الجرائم الكبيرة واستباحة الأجساد وإذلال الناس بالمال؟
وحتى تكون للقارئ فكرة عن موضوع الرواية وأسلوب الحكي، هذه افتتاحية “رهينة” وجزء صغير من الفصل الأول، ترجمتها إلى اللغة العربية لغاية التنوير وتجنب الأحكام الجاهزة.
” [رهينة]. هكذا سموني. اعتبروني عملة تبادل في النقاشات، لأهداف غير قانونية. أصبحت مصدر مال للذي استملكني.
لقد استعملوني. وسّخوني، منذ فترة طويلة. منذ سنوات وأنا أغرق في هذا الكابوس دون أن أعرف له نهاية. دون أن أمتلك القدرة على الاستيقاظ.
كنت أعمل على إنقاذها. إنقاذنا.
مهمتي كانت بسيطة. أن أهدي جسدي دون أية كلمة، بالرغم مني، لإشباع رغبات الخنازير الوسخين الذي يتجشؤون بالمال ولا يكلفون أنفسهم حتى محاولة فهم أن أفعالهم ستبقى مختومة في ذاكرتي. اغتصابهم.
كانوا حاضرين حتى في فكري. أشعر بملامسهم حتى وهم على مسافة بعيدة عني. بسببهم أصبحت أكره نفسي. كنت عبارة عن قوقعة فارغة لا تنتظر شيئا من الحياة. وعلى كل، حياتي سُرِقت، ذهبت مع الريح.
اسمي الحقيقي؟ إيلاَّ. عمري حاليا 22 سنة، أظن. لا شيء. “خرية” لا أكثر. أعرف شيئا ما عن هذا العالم. أتحمل هذا الشقاء ليل نهار منذ أن وظفني.
كله منه. غلطته. بسببه أصبحت مكسورة.
جسدي لم يعد ملكي. أصبح هو سيده.
ولكن بدءا من الآن سيتغير كل شيء.
بعثني للعمل عند شخص آخر. لم يعد نهائيا في حاجة إلي.
هل كنت راغبة في مغادرة هذا البيت الذي استكانت آلامي الأكثر حدة؟ مؤكد.
هل كنت أعرف من ذلك المجهول ولماذا وظفني؟ أبدا.
هل كنت خائفة؟ أكثر. كنت مرعوبة.

الفصل الأول:
رؤية نهاية النفق… أم لا

  • قومي. صرخ “مالكي” بالقرب من أذني، فاستيقظت مرعوبة
    أنفاسه تعبق برائحة الكحول والتبغ. نظرة قاسية. هز رأسي بعنف.
    جون. “قذارة” من الصنف الأول. من السهل تخيل وساخته من هيئته التي تشبه هيأة “سكّير” في تعاطيه المخدرات الصلبة وتعطشه للمال.
  • طلبت منه مالا كثيرا. إذن لا تأخُّر في التسليم. قالها بسعادة مفتعلة.
    انتزعت نفسي من سريري تحت نظرة “مالكي المستقبلي القديم” القدم الخبيثة.
    في النهاية لا أعلم جيدا لماذا كنت أقول “مالكي المستقبلي القديم”؟
    خرج مترنحا علامة أنه مخدرا. لا يعقل، كيف يمكن أن يكون مخدرا على الساعة الناسعة صباحا.

Sarah Rivens est écrivaine algérienne, née en 1999 à Alger, connue sous le pseudonyme de theblurredgirl1 sur les réseau sociaux2. Début 2023, elle est numéro 1 des ventes en France avec sa saga Captive détrônant les “Mémoires” du Prince Harry, elle est actuellement l’algérienne la plus lue et la plus connue de l’histoire de l’Algérie/ Elle réside toujours en Algérie.7.
Depuis son plus jeune âge, Sarah Rivens nourrit une passion pour l’écriture, écrivant des chapitres indépendants exclusivement pour elle-même. En 2019, elle franchit le pas en publiant ses toutes premières histoires sur une plateforme d’écriture en ligne Wattpad. Ces histoires ont rencontré un succès immédiat et lui ont permis de se faire remarquer sur les réseaux sociaux.

Sarah connaît un énorme succès avec sa saga “Captive” a été d’abord publiée sous le pseudonyme “theblurredgirl” sur Wattpad, vers la fin de 2020 et début 2021 pendant la période de la Covid-19, créant ainsi un buzz important sur les réseaux sociaux notamment sur Tik Tok et attirant une audience de 7 millions de lecteurs sur cette plateforme. La maison d’édition Hachette LAB a remarqué ce succès et a signé Sarah pour produire les tomes suivants. La saga a été traduite en 9 langues et a connu un grand succès commercial, avec une forte croissance des ventes.
• Captive – tome 1, Hachette Lab, 8 juin 2022, 544 p. *
• Captive 1.5 – Perfectly Wrong, Hachette Lab, 2 novembre 2022, 600 p
• Captive – tome 2, Hachette Lab, 7 décembre 2022, 600 p.
• Captive – tome 2 Bonus, Hachette Lab, 9 décembre 2022

‏مقالات ذات صلة

Back to top button