
(كش بريس/التحرير)ـ سلّط الأمير المغربي هشام بن عبد الله، في حديث مطوّل مع صحيفة الكونفيدينسيال الإسبانية، الضوء على تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن التفوق العسكري لإسرائيل لم يتحول إلى مكسب سياسي أو أخلاقي، وأن المنطقة مقبلة على عقود من الاضطراب في ظل انسداد آفاق الحل.
الأمير شدّد على أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، لم تحقق انتصاراً سياسياً أو أخلاقياً، موضحاً أن تل أبيب تراهن على تحويل قوتها الميدانية إلى وسيلة لفرض تسوية نهائية تلغي جوهر القضية الفلسطينية. وأضاف أن “الحكومات العربية تسير على حافة الهاوية، إذ تجد نفسها بين ضغط شعوبها المتضامنة مع فلسطين، ورغبتها في الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأكد أن الحرب لن تكون قصيرة الأمد، بل ستستمر عقوداً، وسترافقها تطورات خطيرة مثل محاولات الطرد في القدس والمسّ بالأماكن الإسلامية المقدسة، ما قد يدفع المنطقة إلى موجات جديدة من عدم الاستقرار. وقال إن “إسرائيل تحكمها اليوم فكرة لاهوتية مرتبطة بالمسيح المنتظر، ما يجعلها مستعدة لانتظار الزمن الذي يلزم لإنجاز مشروعها”.
وحول غزة، أشار إلى وجود مشروع يستهدف تحويلها إلى “ريفييرا” مع الإبقاء على عدد محدود من السكان الفلسطينيين كيد عاملة، وطرد البقية. لكنه لفت إلى أن الفلسطينيين يدركون درس النكبة عام 1948، ويرفضون مغادرة أرضهم، معتبراً أن مقاومتهم “ستكون تاريخية وقد تنتهي بانتصارهم في النهاية”.
وفي ما يتعلق بالحل السياسي، رأى الأمير أن خيار الدولتين بات شبه مستحيل بعد التدمير العسكري لفلسطين، مرجحاً أن المستقبل قد يحمل صيغة بديلة مثل الكونفدرالية أو السيادة المشتركة، مؤكداً أن “الخيال والإبداع السياسي لدى الفلسطينيين والإسرائيليين يمكن أن يفتح أفقاً جديداً عندما تنضج الظروف”.
وتطرق الحوار أيضاً إلى قضايا الديمقراطية في العالم العربي، ووضع الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا، والعلاقات المغربية-الإسبانية. وفي ملف سبتة ومليلية، شدّد الأمير على أن المغاربة يعتبرون المدينتين جزءاً من سيادتهم التاريخية، وأن أي حل لا يمكن أن يتم إلا عبر الحوار ومشاركة السكان المحليين. أما عن التصور السائد في إسبانيا بأن المغرب يشكل تهديداً، فأوضح أنه “إشكال إسباني داخلي ممتد منذ عهد إيزابيلا الكاثوليكية”، مؤكداً في الوقت نفسه أن المغرب لن يتخلى عن حقه في المدينتين، ولو استغرق الحل عقوداً طويلة.