(كش بريس/التحرير)ـ
تمكنت أربع جامعات مغربية من تسجيل حضور لافت في التصنيف الدولي للجامعات الخضراء لسنة 2024، الصادر عن جامعة إندونيسيا، وهو مؤشر يعكس مدى التزام مؤسسات التعليم العالي عبر العالم بمعايير التنمية المستدامة.
حضور متنامٍ في الساحة العالمية
تصدر المشهد وطنيا جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، التي حلت في المرتبة 391 عالميا من أصل 1477 جامعة من 95 دولة. ويعكس هذا الإنجاز، وفق التقرير، تفوق الجامعة في محاور التعليم والبحث، والطاقة والتغير المناخي، وإدارة المياه، حيث تجاوز مجموع نقاطها 7125.
أما المرتبة الثانية وطنيا فكانت من نصيب الجامعة المتوسطية بفاس (526 عالميا) بفضل نتائجها في النقل والطاقة، تلتها جامعة ابن طفيل بالقنيطرة (600 عالميا) التي تميزت بأدائها في التعليم والبحث. فيما جاءت جامعة محمد الخامس بالرباط رابعة وطنيا و1119 عالميا، مع نقاط قوية في التعليم والبحث، لكنها سجلت تراجعا نسبيا في محاور أخرى كإدارة النفايات.
دلالات التصنيف وأبعاده
هذا التصنيف الذي يركز على ستة معايير أساسية، وهي البنية التحتية، الطاقة والتغير المناخي، إدارة المياه، إدارة النفايات، النقل، ثم التعليم والبحث، لم يعد مجرد ترتيب رمزي، بل صار أداة لمساءلة سياسات الجامعات تجاه التغير المناخي واستراتيجيات التنمية المستدامة.
فالحضور المغربي في هذه القائمة يعكس – بحسب خبراء التعليم – دينامية جديدة في ربط الجامعة بالرهانات البيئية الكونية، خصوصا أن المغرب التزم في السنوات الأخيرة بسياسات طموحة في مجال الطاقات المتجددة وحماية الموارد الطبيعية.
بين الطموح والتحديات
رغم هذا التقدم، لا تزال الفجوة قائمة بين الجامعات المغربية والمؤسسات الدولية الرائدة التي تحتكر المراتب الأولى بفضل استثمارات ضخمة في البنية التحتية الخضراء والبحث العلمي المتخصص. ويطرح هذا الواقع تحديات مرتبطة بضرورة رفع مخصصات البحث العلمي، إدماج الاستدامة في المناهج الجامعية بشكل أعمق، وتشجيع الابتكار في مجالات الطاقة النظيفة وإدارة النفايات.
استدامة الجامعة.. استدامة المجتمع
يمثل إدماج الجامعات المغربية في التصنيف العالمي للجامعات الخضراء خطوة نوعية تعكس استعدادها للانخراط في النقاش الدولي حول البيئة والمناخ. لكن الأهم أن هذه التجربة تفتح النقاش وطنيا حول دور الجامعة كمختبر للسياسات العمومية في مواجهة التغير المناخي، وكمحرك أساسي لإرساء وعي مجتمعي بضرورة الانتقال نحو أنماط عيش أكثر استدامة.
