‏12 ‏جهة‏آخر المستجداتالمجتمع

الرحامنة تفتح نقاش التمكين السياسي للنساء في أفق المناصفة

(كش بريس/ من محسن منير (الرحامنة) ـ في سياق يتزايد فيه الوعي بأهمية إعادة الاعتبار لدور المرأة في تدبير الشأن العام، وتجاوز المقاربات الشكلية نحو تمكين فعلي وفاعل، احتضن إقليم الرحامنة محطة تأطيرية تروم فتح نقاش عمومي مسؤول حول موقع النساء داخل المؤسسات المنتخبة وآفاق تعزيز مشاركتهن السياسية. فقد نظمت جمعية أصدقاء المريض بالرحامنة، يوم الجمعة 19 دجنبر 2025، اللقاء الافتتاحي التأطيري لفائدة المستشارات الجماعيات والفعاليات النسائية، في إطار صندوق الدعم المخصص لتشجيع تمثيلية النساء، وبشراكة مع عمالة إقليم الرحامنة، تحت شعار: «من أجل تمكين سياسي قوي لقيادة فاعلة نحو المناصفة».

واحتضنت قاعة الاستقبال النصر أشغال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة وازنة لممثلات عن الجمعيات النسائية، ومستشارات جماعيات، إلى جانب خبراء وأطر ومسؤولين محليين. وتولى تسيير الجلسة الدكتور الحسن بن النجيم، فيما أشرف على التأطير العلمي الدكتور سعيد بوفريوي، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، ورئيس شعبة القانون العام بكلية قلعة السراغنة التابعة لجامعة القاضي عياض.

وشكلت المداخلة الرئيسية للدكتور سعيد بوفريوي، المعنونة بـ«من أجل مشاركة سياسية دامجة للمرأة في أفق تحقيق المناصفة»، المحور المركزي للقاء، حيث استعرض من خلالها الإكراهات والتحديات التي تواجه النساء في المجال السياسي، مستندا إلى المرجعية الدستورية والقانونية الوطنية، ومقدما جملة من المقترحات العملية الكفيلة بتعزيز التمثيلية النسائية. وأكد المتدخل أن المناصفة ليست مجرد أرقام أو نسب، بل خيار استراتيجي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، مبرزا أن المرأة المغربية برهنت على كفاءتها في مختلف المجالات، وتستحق مواكبة حقيقية للاضطلاع بأدوار قيادية في الشأن المحلي.

وفي السياق ذاته، قدمت السيدة مونية الفرناني عرضا حول مشروع تقوية قدرات النساء في تدبير الشأن المحلي، حيث توقفت عند مكونات المشروع وبرامجه التكوينية والدعم التقني المصاحب له، والذي سيمتد على مدى ستة أشهر، وسيشمل خمس أقطاب ترابية هي: ابن جرير، صخور الرحامنة، بوشان، سيدي بوعثمان، ورأس العين. كما أبرزت أن المشروع يهدف إلى تعزيز مهارات المشاركات في مجالات التخطيط والتدبير المحلي، وتشجيعهن على الانخراط الفعلي في العمل السياسي، معتمدا على شراكات تجمع بين المجتمع المدني والقطاعات الحكومية، وبناء شبكات دعم لفائدة النساء بالوسطين القروي والحضري.

وأضفى اللقاء بعدا عمليا من خلال تقديم شهادات حية لممثلات وممثلين عن جمعيات سبق لها تنفيذ مشاريع مماثلة في إطار صندوق دعم تمثيلية النساء، حيث تم تقاسم تجارب ناجحة أبانت عن الأثر الإيجابي لهذه المبادرات في تقوية حضور المرأة داخل المجالس الجماعية، وتحقيق نتائج ملموسة همّت بالخصوص تحسين بعض الخدمات الاجتماعية والصحية على المستوى المحلي.

واختتمت أشغال اللقاء بنقاش عام مفتوح، تفاعلت خلاله المشاركات مع المتدخلين، وطرحن إكراهات واقعية مرتبطة بالتمثيل السياسي، من قبيل محدودية التمويل وضعف الدعم المؤسساتي. وفي تعقيبه، شدد الدكتور بوفريوي على أهمية استمرارية مثل هذه المبادرات، داعيا إلى تعزيز التنسيق والشراكات بين مختلف المتدخلين قصد بلوغ أهداف المناصفة في الآجال المحددة.

ويُعد هذا اللقاء محطة أولى ضمن سلسلة من الأنشطة المبرمجة في إطار المشروع، والتي ستشمل دورات تكوينية تطبيقية وورشات عمل تروم تطوير المهارات القيادية للنساء. وفي تصريح لصفحتنا ولموقع جريدة أصواتكم، عبر منظمو اللقاء عن تفاؤلهم بنجاح هذا البرنامج في المساهمة في بروز جيل جديد من القيادات النسائية القادرة على الإسهام في تحقيق التنمية الشاملة بإقليم الرحامنة وبالمغرب عموما.

يذكر أن جمعية أصدقاء المريض بالرحامنة، المعروفة بانخراطها في دعم المرضى والمبادرات ذات البعد الاجتماعي، جعلت من تمكين المرأة أحد المحاور الأساسية في عملها الجمعوي، بما يعكس التزامها بالقضايا الإنسانية والاجتماعية ذات الامتداد السياسي والتنموي.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button