
في مربد 1972 ميلادية ألقى الشاعر البحريني علوي هاشمي قصيدة كان لها وقع كبير في نفسي، ولا شك في نفوس باقي الحاضرين. القصيدة تقول:
(من أين يجيء الحزن اليّ وأنتِ معي) .
هذه اللازمة لازمتني كما لا شك لازمت آخرين. تمثلت البحرين في المربد بأصوات مميزة مثل الشاعر علوي هاشمي وعلي عبد الله خليفة…
بعد قرابة نصف قرن وقبل سنوات قليلة، عثرت على مذكرة، كنت كتبت فيها مجموعة أشعار، لكنها ردمت بين ما ردم من كتابات وغيرها.
في هذه المذكرة وجدت نصا قصيرا ، ذكرني بتلك القصيدة الجميلة التي فتنت بها، قصيدة الشاعر البحريني التي لا يمكن أن أنساها: (من أين يجيء الحزن إليَّ وأنتِ معي).. ففكرت أنني كتبته تأثرا بها ومحاكاة لها. فالقصيدة كما كتبت لا تختلف عن قصيدتي وطريقتي ولغتي، وطبعا نقحت ذلك النص القصير ونشرته توقعا أنه لي. لكنني فوجئت بتعليق من وجدة يحيلني على قصيدة الرباوي، لأكتشف أن الذي كتب تأثرا بهذه القصيدة…هو الرباوي وليس أنا. وأنني بدون شك سجلت هذا المقطع من قصيدة الرباوي إمعانا في الإعجاب بالرباوي. غير أنني لم أتذكر ذلك. فقط بسبب انشدادي الشديد لا شك لهذه القصيدة، اعتقدت أنني كتبت هذا النص على منوالها . فإذا الذي ناب عني في الأمر أخي الشاعر الكبير محمد علي الرباوي.
مباشرة، سحبت النص الذي نشرت، وكتبت توضيحا بشأنه، كما اتصلت بالأخ الرباوي لأوضح الموضوع بما يستحق.
هكذا حدثت هذه السرقات غير المقصودة. لكن بعض الحاقدين يتصيدون ويترصدون ويتربصون ولا يحسنون من الكلام سوى خبائثه. وكان أحرى بي أن أنتظر بعض الوقت، ليكشف الخبثاء عن خبثهم ولتظهر بعض الجرذان المختبئة في المجاري فتكشف عن نفسها.
يقول المثل المغربي: (شرْقة مَن ريقي تْورّيني عْدويا مْن صْديقي). ثقافتنا المغربية تقول (ما كاين شي واحد تبغيه يكون احسن منَّك مَن غِير ولدك). والأستاذ يحس أن طلبته أو مريدوه أبناؤه وأحبابه، فيعتز ويفتخر عندما يبلغون شأوا أعلى منه، وقد كنت وما زلت أعتز بكثير من الطلبة والطالبات والتلاميذ والتلميذات اللذين واللواتي بلغن من العلم أو غيره مقاما يجعلهم ويجعلهن أكبر وأعظم وأحسن مني فأفتخر بهن وبهم وأعتز كما يفتخر الأب والأم بابنيهما ويقدمانه أحسن تقديم لا يضيره في ذلك شيء.
لعلم هؤلاء المرضى والحاقدين أن الناس مقامات. لكل مقامه وتميزه لا ينقص ولا يزيد غيره شيئا. واحترام الناس واجب، صغر شأنهم أو كبر. وكما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وسلم “الكلمة الطيبة صدقة”
مالكة العاصمي
الإثنين 14 يوليوز 2025