‏آخر المستجداتلحظة تفكير

أذ/ ادريس عدّار: مسرحية جديدة لتحالف “قوميون في المشرق إخوان في المغرب”

.. سيناريو سيّئ للمدعو ويحمان وإخراج بليد من كبير الطّاعنين في محور المقاومة المدعو بولوز

ما توقعناه سابقا حدث بالفعل، فخلال عملية الرصد للتحالف الغريب بين المجموعة المحسوبة زيفا على “القوميين” وحركة التوحيد والإصلاح (ذات التوجه الإخواني- السلفي)، كان ظاهرا أن المجموعة ستحاول في وقت من الأوقات تغيير خطابها والهروب إلى الأمام، بعد أن تتأكد من فشل توقعاتها ورهاناتها. هذا الرّصد يتيحه اشتغالي كباحث في الحركات المتطرّفة، وأيضا كصحفي معني برصد يوميات هذه الجماعات. إن التحالف المعني في مقالنا هذا، لم يكن يهتمّ بتناقضاته، لأنّه كان يقدّم مسرحياته للشّرق بنوع من الإيحاء بأنّه تحالف مناهض للاحتلال ومتضامن مع محور المقاومة. لكننا حينما بدأنا نشير إلى تلك التناقضات، رصدنا ظاهرة أخرى، وهي ظاهرة الهروب إلى الأمام، ومحاولة محو الآثار التي تركوا خلفهم، ومنها المسرحية الأخيرة التي سنتناولها اليوم.

المتتبع لمسار مسرحيات ويحمان يدرك تبدّل الخطاب، لأنّه من يساري ركب موجة الاتحاد الاشتراكي إلى أحد إخوان جماعة التوحيد والإصلاح ذات التاريخ المعروف في الطعن على رموز ومحو المقاومة. هكذا أصبح يكثر من الفواتح ذات الطابع الديني في خداع جديد يستهدف به الحركات الإسلامية وبعض القوى ذات التوجه الإسلامي كحزب الله وحماس والجهاد وإيران وغيرها. الجماعة التي تحتضن مناوراته لا تتوقف ليل نهار منذ عقود على زندقة وتكفير هذا المحور، فلماذا يكرمون ويحمان؟ إنّه كما تبلغنا من داخل تلك الكواليس، أنّه حين يخلو بهم هو وزعيمه، يطمئنونهم بأنهم مضطرون لذلك، وبأن اختراقهم يتطلب هذا النوع من الخطاب، وأن تعاملهم مع ذلك المحور من باب الاضطرار لأكل الميتة.

وفي خبر آخر: إنّنا رجالكم وعينكم على ذلك المحور. وهذا ما لاحظناه في اللقاء الأخير، الذي نظمه منتدى أحمد الريسوني، الرئيس الحالي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي لا يرى في إيران نفسها سوى تعاظما لميليشيات زاحفة، تتعامل مع الشيطان الأكبر وتتقاتل مع الشقيق الأكبر كما قال في أحد مقالاته، كما أدار اللقاء أحد أبرز خصوم وأعداء “محور المقاومة” ومشاركة إثنين من رموز العداء لهذا التوجه وظهور بائس لأحمد ويحمان، رئيس ما يسمى المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي لم يعد يلبس الكوفية التي كان يزاول بها مسرحياته إلا حين يقف أمام الشاشة، لكنه هو وحليفه الهناوي سرعان ما يضعونها في جيوبهم حين تنتهي المسرحية. أمّا اللقاء الأخير، فقد حمل عنوان “مستجدات الوضع الفلسطيني”.

لم يكن الهدف هو فلسطين، بل تمرير رسالة عبر مسرحية فجّة، بسيناريو سيء للغاية وإخراج بليد، لا تنطلي حيله على من يراقب المجموعة منذ سنوات. فالمعروف أن مجموعة التوحيد والإصلاح لم تكن في جو النضال الفلسطيني، وليس صحيحا ما قاله عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، أخيرا، أنه لو تم فتح الحدود لذهب هو وإخوانه للجهاد في فلسطين، بدليل أن كثيرا من المغاربة شاركوا في المقاومة الفلسطينية، ولم يكن هناك ما يمنع، لكن الزعيم الإسلامي كان يساهم في بعث الشباب إلى أفغانستان، حيث ذات محاضرة سُئل مصطفى الحيا عن عبد الله عزام: لماذا ترك فلسطين وذهب إلى أفغانستان، فقال “مع من سيجاهد؟ هل سيجاهد مع ياسر عرفات؟”.

ولم يتبنوا “الجهاد بالمراسلة” إلا بعد دخول تيار “الإخوان المسلمين” إلى النضال الفلسطيني. ليس في رصيد هذه الحركة فدائيّ واحد كما سنجد لدى أحزاب سياسية أخرى. لمّا أصبح النّضال عبارة عن صراخ، وجد في ” البراح”، خير من يمثل هذه المسرحية. جاء تدخُّل أحمد ويحمان أو مداخلته، لرفع العتب عن نفسه وعن المجموعة المتحالفة معه، جاء ليمسح الصورة البشعة عن تواطئه مع جماعة تعتبر نفسها أنّه مناهضة لمحور المقاومة في رموزه ومواقفه، وهو يفعل ذلك بعد أن واجهناه بالاستغراق في مدح مجموعة حرفتها “لعن محور المقاومة”، فحاول الهروب معها إلى الأمام، بعد فشل كل الرهانات، إذ هو نفسه كان من المشككين في انتصار الدولة السورية على الإرهاب، ولم يسجل عليه طيلة تلك المرحلة أي دفاع صريح على سوريا التي يحاول اليوم أن يغير خطابه ليستدرك ما فاته من تعاون مع خصومها من الإخوان.

ولكي يتقن المسرحية، التي بدأها في لقاء منتدى الريسوني، قام بالاستقالة من المنتدى الدولي لمناهضة التطبيع بعد أن بعث رجب طيب أردوغان برقية تهنئة إلى نظيره رئيس “الكيان المؤقت” بمناسبة قيام “دولة العدو”، واستقباله له استقبالا أمبراطوريا. وليس في هذا أدنى بطولة، لأنّ الأمر أصبح واضحا، لكن شخصا يزعم مساندته لفلسطين ولمحور المقاومة، لم يقم بنقد أردوغان الذي قام بوضع إكليل زهور على تمثال مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل؟ ولم ير قوات أردوغان تحتل شمال سوريا؟ ولم يراها وهي تفتح أبوابها لتدريب وبعث الإرهابيين للفتك بالشعب السوري؟ طبعا هو يعرف كل شيء، لكنه ما كان ذلك ليزعجه،بل سيشارك في ملتقيات بتركيا، ولم ينظم وقفة واحدة تضامنا مع سوريا، بل صرح في حوار صحفي أنه مع حق الشعب السوري في تقرير مصيره.

(انظر: ادريس عدار: يكتب قوميون في المشرق وهابيون في المغرب مغالطات أحمد ويحمان والحلف “الإخواني” – Alyaoum7 | اليوم السابع)

في اللقاء المذكور تدخل ويحمان للرد على إحدى المشاركات، التي شككت في دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية، وهو تدخّل مسرحي مقصود، لأنّ ويحمان الذي يشعر بثقل هذه المفارقة رتّب لعبة السؤال والجواب، على طريقته المعروفة في الخداع والتمثيل، فيجيبها بأنها ضحية الدعاية وينبغي استنقاذ الشباب من هذه المغالطات، بينما كان عليه أن يقول ذلك منذ سنوات من الشيطنة التي أبداها أتباع هذه الجماعة نفسها ضد رموز المقاومة، بل كان عليه أن يوجه جوابه لبولوز الذي يدير اللقاء نفسه، والذي لا يتوقف ليل نهار أن يقول ذلك، وهو في الوقت نفسه يقوم بتكريم ويحمان في مقر الجماعة نفسها.

لكن أكبر مغالطة، بل أكبر دور تمثيلي هو أن يقول ذلك في لقاء يديره محمد بولوز، أكبر حاقد على المحور ولا يخلو حديث له حتى لو كان حول “زراعة القنب الهندي” عن تكفير “الصفويين”. والغريب أن الريسوني نفسه دسّ السّم في كلمته، حيث قال: لا يمكن إنكار دعم هذه الأخيرة للمقاومة الفلسطينية، ولن نتحدث هنا عن وجودها في العراق وسوريا واليمن. فهو يجرم المقاومة في العراق وفي سوريا وفي اليمن. الريسوني من “الإخوان” ومقيم في الدولة الراعية للإرهاب في سوريا، ويعتبر خيارات دفاع الدولة السورية عن نفسها والحشد الشعبي واللجان والجيش باليمن كلها في خدمة المشروع “الصفوي” كما يحلو لهم ترديده.وويحمان نفسه في جوابه التمثيلي، قال إنه لا ينبغي أن نخفي أنها تدعم المقاومة حتى لو اختلفنا معها سياسيا وثقافيا ومذهبيا.

غريب أمر رجل يزعم أنه يساري قومي يطرح المسألة المذهبية، لأنه في الواقع يتبنى خطاب التوحيد والإصلاح، التيار الإخواني الوهابي السروري، وسبق لويحمان أن أفصح عما تريده الحركة، عندما قال في حوار سابق بأنّ هناك محاولة لتفتيت المغرب عبر التغلغل الشيعي، ولما انتبه إلى أن القناة تنتمي للمحور، ارتبك ببلادة، وذهب في مغالطات لا أساس لها. لم يقل ويحمان في أي شيء يختلف مع هؤلاء؟ طبعا، هو يختلف معهم فيما تختلف فيه الحركة.

الريسوني كشف عما أجمله ويحمان أمامه بأنه يختلف معها في الدفاع عن سوريا والعراق واليمن. إن تحليل العبارات يكشف عن تناقضات سماسرة النضال بالمراسلة. وقد سبق لخالد السفياني، وهو بالمناسبة قائد ويحمان، أن قال في بداية الأزمة السورية، بأن ما يجمعنا بالإسلاميين هو أكبر من سوريا، بل إن كل ما ردده كثير من زعماء “الإخوان” جاء بعد كلام للسفياني في صالونات عديدة حيث قال “إن الأسد شكل معضلة أمام الحل في سوريا”، وهذا الكلام تتبعنا كثيرا من مصادره التي أجمعت على أنه صادر عنه، ومما يزيد من يقينية صدوره عن المعني بالأمر هو تصريحه بأن ما يجمعه بالإسلاميين أكبر من سوريا، التي تعتبر المصدر الأساسي للكورنيت الذي غير المعادلة في معركة المقاومة الفلسطينية. لقد فضحهم النائب الأول السابق لجماعة التوحيد والإصلاح حينما نادى في إحدى مناسبات يوم القدس بأعلى صوته وردد خلفه كل حلفاء ويحمان: نصر الله يا حقير، عاقت بك الجماهير، قالها محمد الهلالي، في الشارع وعلى مسمع من ويحمان والسفياني، ولم نسمع أي تعليق. ولم يردوا عليه حتى حينما صرح للصحافة بأنّ الشهيد سليمان مجرم حرب. والآن يحاول أن يرتب مسرحية ليرد على فتاة في لقاء تمثيلي مليئ بالمغالطات. كما أن صديق عمره الهناوي الذي هتف في الشارع بسقوط الأسد واصفا إياه بالجزار كما فعل الهلالي، كان يظهر ما يخفي ويحمان.

وقد كانت المعلومات التي أتى بها مع السفياني في الكواليس، هو أنهم أرادوا أن يطرحوا حلّا لوضع حدّ للأزمة السورية، ولكن هذا (…)الأسد – استعمال ألفاظ سيّئة – هو الذي عرقل الحلّ. وشاعت هذه القصة في أوساط الحلف المشبوه واعتمدوها ذريعة للتنصل من التزاماتهم، لأنهم كانوا يعتقدون أن الأسد سيسقط، وأن إيران ستنهار أمام التدخل الأمريكي، وكل شيء سينهار ليطلع الحلف المشبوه ويعلن نفسه أنه كان مع الجبهة المناهضة لسوريا. ولكن حين فوجؤوا بصمود سوريا، بدؤوا يلجؤون للمحور كل آثارهم التي أحصيتها هنا منذ سنوات. إن عملية الهروب إلى الأمام أصبحت تشكل ظاهرة المرحلة. راقبوا معي تحوّل الخطاب وانتقاله بمقدار 180 درجة.أين يختلف ويحمان مع القوم وأمرهم “مقاومة” وليس شيئا آخر؟ كيف تختلف على المقاومة إن كنت تدعي أنك مع محور المقاومة؟ هذا المحور الذي جمع مقاومين ولم يجمع منتمين لمذهب أو طائفة، ومن يزعم غير ذلك هم “الإخوان” والوهابية، وبالتالي إدعاء الاختلاف فيما لا ينبغي الاختلاف فيه هو كشف عن مكنونات الرجل المنخرط بجد وبجهد في دعم محور “الوهابية السرورية” أعداء المحور بالأصالة.

يختلف ويحمان مع القوم فيما تختلف فيه معهم حركة “حركة التوحيد والإصلاح”، التي قادت وتقود حملات متتالية لتكفيرهم ونعتهم بالروافض، إذ نظمت ندوات متعددة في هذا الشأن. فحلفاء ويحمان وأولياء نعمته ومكرّميه هم أنفسهم من قالوا في خطاباتهم : لم يأتنا من إيران إلاّ الشّر – خطاب سابق لبنكيران بسلا – وموقف الجماعة من روسيا ومن مقتل السفير الروسي في تركيا ، يؤكد على نوعية الاصطفاف. كان ويحمان يعرف أن من كان يدير الندوة هو محمد بولوز، أشهر قيادي وهّابي في الحركة، متخصص في تكفير رموز المحور المذكور. ومن آخر إبداعاته في هذا المجال، ما قاله لموقع نيو خليج: “إن تهديد نائب وزير الخارجية الإيراني بتقليص مشاركة بلاده في المفاوضات النووية “لن يكون له أي تأثير” على المحكمة، التي قالت إن عملها ضروري “لإعطاء صوت لضحايا الحكومة الإيرانية القمعية التي تمتعت بالإفلات من العقاب بانتهاكها حقوق الإنسان لفترة طويلة”. بولوز كتب مقالا تحت عنوان ” معظم الشيعة منافقون إذا تمسكنوا و”دواعش” إذا تمكنوا”، قال في خاتمته، بعد سرد مسروق بالكامل، “.

إن ما جرى في التاريخ وما يجري أمام أعيننا الآن في العراق وسوريا واليمن وغيرها يجعلنا فعلا مع الشيعة أمام ما هو أخطر من الدواعش في التكفير والقتل والتهجير ومخلتف أشكال إقصاء الآخر وتنحيته من الوجود والحياة. فمعظمهم مما تأكد لي أنهم منافقون متمسحون بالإسلام الذي يريدون والذي يريده لهم دهاقنتهم الكبار، ويتمسحون بكل مقولة تمكن لهم من: حق الاختلاف والتعددية المذهبية وحقوق الإنسان وكونهم من الفرق الأصولية وليسوا من الإخباريين وأنهم أوفياء لآل البيت وللدولة العلوية متناسين أنهم من قاتل الدولة الإدريسية من قبل وساهم في إسقاطها وهم من لب آل البيت، وأما إذا تقوى الشيعة وتمكنوا فالخبر منهم ما كان في التاريخ وما نراه منهم اليوم، ولله في خلقه شؤون، والعاقل من يعتبر، والمومن لا يلدغ من جحر مرتين” . وهو الذي وقف وراء تنظيم الحركة بالرباط لندوة تحت عنوان ” “التشيّع: الظاهرة، المحاذير، الوقاية” سنة 2015، التي لم تخرج عما جاء في كتاب وجاء دور المجوس وغيرها من الكتب التكفيرية. بولوز، صديق ويحمان وحليفه، كان أوضح السروريين في موقفه من الحرب التي شنتها القوى الغربية ووظفت فيها الحركات الإرهابية ضد سوريا، وكتب تحت عنوان “وزارة خارجيتنا تحترم الجرائم الروسية في سوريا”، انتقد فيه موقف وزارة الخارجية من الأزمة السورية، الذي التزمت فيه بالحل السياسي والتسوية الاستثنائية لوضعية اللاجئين السوريين بالمغرب، ومنح مساعدة إنسانية وعبرت فيه المملكة المغربية عن احترامه دور وعمل فيدرالية روسيا بخصوص هذا الملف، كما هو الشأن بالنسبة لقضايا دولية أخرى.

وقال بولوز “قد أثارتني في البلاغ العبارة الأخيرة ” تحترم المملكة المغربية دور وعمل فيدرالية روسيا بخصوص هذا الملف” والذي فعلته روسيا معلوم ومشاهد وفيه تقارير دولية وحقوقية كلها تؤكد اقترافه جرائم حرب وإبادة ضد الشعب السوري الأعزل بمختلف أشكال ترسانة أسلحته الفتاكة بما فيها تلك المحرمة دوليا حيث يصب على السوريين حمم نيرانه وغازاته السامة وقنابله العنقودية ويقصف بوحشية منقطعة النظير يسوي المباني بالأرض ويدمرها على أصحابها رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا من غير تمييز بين الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية ودور العبادة وكل شيء تعلو بنايته في مختلف المدن… وأضاف فهل ما تقوم به روسيا في سوريا يساهم في الحل السياسي كما جاء في البلاغ؟ وهل يليق في منطق الأشياء أن نتباكى على المآسي الاجتماعية للحرب الظالمة في سوريا ونحن نحترم دور وفعل المجرمين الروس في الهدم والقصف والتقتيل، فنحترم الفعل ونتباكى على نتيجته وآثاره؟ فهؤلاء جاؤوا من البداية يقفون بجانب جزار شعبه وقاتل مواطنيه ولم يقفوا على الحياد يريدون حلا وعلاجا، فأضافوا للأزمة وقودا ونيرانا جديدة.

وكما هو واضح جلي للعيان جاء الروس لإنقاذ أعتى مجرم عرفته البشرية، وأشرس عصابة سلطت على شعب مستضعف، اجتمع عليه الحقد الشيعي من إيران وعصابتها الاجرامية في لبنان، والوحشية الروسية”. وقال بولوز في المقال المذكور: ” كما هو واضح جلي للعيان جاء الروس لإنقاذ أعتى مجرم عرفته البشرية، وأشرس عصابة سلطت على شعب مستضعف، اجتمع عليه الحقد الشيعي من إيران وعصابتها الاجرامية في لبنان، والوحشية الروسية، والجنون الداعشي والتخاذل العربي والاسلامي والمكر الأمريكي والنفاق الأوروبي وسوء إدارة الصراع من فصائل مقاومة الظلم والاستبداد” وأضاف ” وها هي العصابة الأسدية قد بغت وظلمت واعتدت بكل أصناف العدوان وجلبت على شعبها مختلف عصابات الحقد لتكمل ما عجزت عن فعله فيهم وضمنها العصابات الروسية التي تقتل وتدمر بلا شفقة ولا رحمة ولا وخزة ضمير، أمثل هؤلاء يقال في حقهم عبارات الاحترام؟ وإذ لم تكن فيها الرجولة الكاملة والقدرة على النصرة الحقيقية بالسلاح ورد العدوان، فلا أقل من الصمت والحياء من موقفنا المخجل، ومهما قيل في أمر المصالح الموهومة والتي يأخذون منها هم بالنصيب الأوفر قبل أن يعطونا بعض الفتات، فالمبادئ أولى عند الرجال من ذوي العراقة الحضارية والأصول التاريخية في نصرة المستضعفين والوقوف بجانب المظلومين بما يحفظ حياتهم وكرامتهم، وليس في تملق الطغاة وتزكية أفعال الظالمين”.

الشخصية الثانية التي مدحها ويحمان خلال الندوة هي أحمد الريسوني، الذي قال في محور المقاومة ما لم يقله مالك في الخمرة. يقول :إن “إيران سلكت سياسة قطعية لا لبس بها، هي الإصرار الشديد على نشر التشيع في العالم الإسلامي العربي في أفريقيا وفي آسيا لترسيخ مذهبيتها ونفوذها ومذهبها، هذه سياسية كانت في وقت من الأوقات خافتة، وأصبحت صاخبة بل دموية، وأصبحت مسلحة، وأصبحت مزودة بالميليشيات والأذرع العسكرية المسلحة في العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن، وبذور ذلك في عدد من الأقطار الإسلامية الأخرى” .

وأضاف في حوار مع عربي 21 القطري والعمق المغربي نقله عنهم موقع هوية بريس يوم 10 يناير 2016 : “إيران يجب أن تحترم الدول والشعوب العربية والإسلامية، وأن تكف عن هذه التدخلات، وأن تكف عن هذا الزحف المسلح، لقد وصلنا إلى مرحلة الزحف الشيعي المسلح، عدد من الدول التي ذكرتها تعيش على وقع زحف شيعي مسلح. لم نعد فقط أمام اختراق دعوي أو ثقافي أو دعائي أو سياسي، ولكن انتقلت إيران في السنين الأخيرة وخاصة منذ سقوط العراق أو تسليم أمريكا العراق إلى إيران، أصبحت تزحف عسكريا وتنشئ ميليشياتها في كل مكان”.

وأشار “في الوقت الراهن والمستقبل القريب لا أستطيع أن أتنبأ بشيء، وربما لا أحد يستطيع حقيقة التنبؤ بمستقبل الصراع على أشده في سوريا، إيران وأتباعها من العراقيين واللبنانيين ومن الشيعة الذين جاؤوا من كل مكان حتى أفغانستان باكستان، بل حتى من دول آسيا الوسطى، يقاتلون الآن في سوريا، وهناك التدخل الروسي الوحشي. وهناك الشعب السوري بكل فئاته وفصائله الكثيرة والمتعددة، الصراع كبير جدا وعميق جدا والحل بعيد جدا، ولا أنتظر شيئا بتاتا من المفاوضات المرتقب بدايتها، ليس هناك إلا مزيد من الصراع ولا أستطيع التنبؤ في الأمد القريب” .

وقال في موقع آخر: ” بشار الأسد لم يبق له من الأمر شيء، فلا هو وافقَ ولا طُلبت موافقته أصلا. بل هو نفسه الآن إنما ينفذ أو يساعد في التنفيذ للخطط والتوجيهات الروسية والإيرانية. نعم هو بدون شك مرحب وفرح بكل من يتدخل لقتل السوريين الذين كرهوه ورفضوه، وبكل من ينقذه ويمكنه من البقاء على قيد الحياة سياسيا وشخصيا. روسيا إن كانت قد استاذنت أحدا أو تفاهمت مع أحد قبل دخولها مباشرة وعلانية في معارك سوريا، فإنما سيكون ذلك مع الجانب الإسرائيلي، والجانب الغربي والأمريكي، أما استئذانها للأسد ونظامه فقد أصبح متجاوزا وغير ذي معنى” .وكان الريسوني الذي يتبادل الأوصاف الأسطورية مع ويحمان، قد وصف بشار الأسد في أول خطاب له في البرلمان بداية الأزمة السورية، بالبليد.

هذا الإلتفاف على الحقيقة والهروب إلى الأمام تفضحه سنوات من التصريحات الخطيرة، حيث في 2015، يكتب الريسوني تدوينة في صفحته الخاصة – ولن أخبركم عن التعليقات التي أبداها تيار التطرف – وفيها يعبر عن سخطه في نجاح إيران في الجلوس مع الغرب في المفاوضات حول الملف النووي، حيث يعتبر نجاحها في المفاوضات خطرا، لأنّ فحوى كلامه يؤكد على أنّ الحصار الغربي هو مفيد لجماعاتهم.

يقول تحت عنوان: إيران تتفاهم مع الشيطان الأكبر وتتقاتل مع الشقيق الأكبر:”أيًّا كانت تفاصيل الاتفاق النووي/السياسي الاقتصادي، الذي عقد مؤخرا بين إيران والدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وأيًّا كانت الأرباح والفوائد التي سيجنيها كل من الطرفين من هذا الاتفاق، فإن هذا الاتفاق في حد ذاته يعبر عن تحول كبير في السياسة الإيرانية الخارجية، ويعبر عن رغبة وسعي نحو اعتماد صيغ واقعية للتعايش مع “الأعداء”، وحتى مع “الشيطان الأكبر”، حسب التعبير الذي اخترعه القادة الإيرانيون”.ويقول حليف ويحمان، وخليفة القرضاوي في الاتحاد العالمي:”في مقابل هذا التوجه القائم على السلم والتفاهم والتعايش، تمضي السياسة الإيرانية في توجهها المتصادم مع مجمل العالم الإسلامي السني، أي مع الشقيق الأكبر لإيران”.كما يقول صراحة: “القادة الدينيون الإيرانيون بحكم مشاعرهم وثقافتهم الطائفية الطموحة والمتعالية، يرون أن من حق الشيعة، وربما من واجبهم، غزو العالم السني وتشييعه، وإعداده لاستقبال “الإمام المهدي، عج”.”.

ويزيد في وصفها قائلا:” لكن إيران منذ أن تعاظمت جيوشها وميليشياتها الطائفية عبر العالم الإسلامي، لم تعد تكتفي بالاختراق السياسي، أو التغلغل الدعوي التبشيري، بل بدأت عمليةَ اكتساح مسلح للعالم الإسلامي السني، بدءاً بلبنان، فسوريا، فالعراق، فاليمن… والبقية تأتي.هذا السيناريو الدموي البئيس يبدو اليوم مفتوحا في جميع اتجاهات العالم العربي والإسلامي، وخاصة في اتجاه الحلقات الأكثر هشاشة، أو التي توجد بها أقليات شيعية يمكن استخدامها”.

انظر: -الريسوني: إيران تتفاهم مع الشيطان الأكبر وتتقاتل مع الشقيق الأكبر – اليوم 24 (alyaoum24.com)- الريسوني يدعو لمواجهة إيران والتصدي لزحفها الشيعي – فبراير.كوم | موقع مغربي إخباري شامل يتجدد على مدار الساعة (febrayer.com)انظر أيضا: -الريسوني: محاصرة التشيع بنصرة الإسلام لا بشتم إيران (hespress.com).

هذا وكثير منه صدر عن الريسوني، وبولوز نجوم اللقاء-المسرحي الأخير، لم نسمع لويحمان اعتراضا على هؤلاء أو اختلافا، بل كل يوم يزداد تحالفه معهم إلى حدود العشق. نريد فقط أن نعرف لماذا يصر ويحمان على التحالف مع هؤلاء إن كان فعلا صادقا في مزاعمه. لكن لم نكن ملتبسين نهائيا، فمنذ البداية رصدناهم وهم يسيؤون ويتآمرون على محور المقاومة وما زالوا، وكل مسرحياتهم مجرد محاولات للهروب لن تنطلي حيلها على من خبرهم في متابعة يومية.في المسرحية البليدة الأخيرة، يتم الاتفاق على طرح السؤال، يتدخل ويحمان وكأنه مستلقي على سرير بوجه كئيب كعادته، مدعيا أنه لم يكن يريد أن يتدخّل، أي يريد أن يبعث بإيحاء لمن يهمهم الأمر بأنّ القضية ليست مسرحية ولكنها جاءت تلقائية.

والغريب أن المسير المتطرف والمعادي لرموز ذلك المحور وهو بولوز، يلتزم الصمت ولم يتدخّل أو يصحح وهو داعية محرّض، لأنّ ويحمان يستهدف بهذه الرسالة البليدة جهة خارج البلد الذين يعرفون كل هذه الألاعيب والمسرحيات. إنها كانت سهرة مع الجهة الأكثر تحريضا على سوريا وعلى إيران والعراق واليمن، كل منهم في هذه اللعبة له دور. هؤلاء يقاطعون ويجرمون ذلك المحور، ولو كانوا يدركون أن ويحمان بالفعل مع ذلك المحور لكانوا أخرجوه من دائرتهم بدل أن يكرموه. ولما كرموه على “بيبيو” الذي أظهر في طبعته الأولى انخراطه في مواقفهم العقائدية التقليدية، ولو عرفوا أنه ليس كذلك لما فتحوا له مقراتهم وتحاملوا على من لهم مواقف واضحة من محور المقاومة. كيف يكفرون كل من تضامن ودافع عن ذلك المحور، ويكرمون ويحمان ويحتضنونه؟ يتساءل المغاربة، هذه المفارقة هي التي يسعى ويحمان لتمريرها بأساليب بليدة. وسننتظر كيف سيواصل تبرير ما كشفنا عنه من أساليب، وكيف سيبررون ذلك لمن ألفوا استغباءهم بهذه المسرحيات.

انظر: د.أحمد الريسوني + د.ويحمان : سؤال إيران والقضية الفلسطينية؟! 30/4/2022 – YouTube

‏مقالات ذات صلة

Back to top button