‏آخر المستجداتفنون وثقافة

“تأملات قرآنية” يكتبها د. م علي الخامري رمضان 1443 هج (الحلقة 4)

( بعض مظان الإيمان والكفر في القرآن الكريم )

توطئة :

كما كان الدَّأَب ، وصارت العادة في استقبال شهر الله الفضيل رمضان الكريم ، وكما جرت أمور السلف الصالح حين كانوا يتركون كل العلوم والمعارف ويلتفتون إلى كتاب الله العزيز قراءة وتفسيرا ومدارسة يسعدني أن أحيي في نفسي ، وفي كل من يود الانضمام هذا المنهج الحسن ، وألتفت بدوري إلى مائدة القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل ، وأطل من خلالها على ما استقر في النفس ، ونُسِجَت معه علائق القراءة والتفكر والتأمل عبر مجموعة من وقفات تَدَبُّرِ آي الذكر الحكيم ، وأتمنى من العلي في علاه أن يوفقنا ، وينفعنا ، وينفع بنا ، ويثيبنا على أعمالنا ، ويجعلنا من أهل القرآن ومن خدامه الغيورين عليه بالعلم والمعرفة ، والمنافحين عنه بالعمل والإنجاز ، وإيصال الآثار الحسن إلى كل قلب مومن متعطش للاستفادة والاستزادة من معانيه وأسلوبه ، ودُرَرِه ، وبراعة سَبْكِه ، وسلاسة هديه ، وقوة أفكاره ، وبلاغة أحكامه وحِكَمِه .

الحلقة الرابعة : بعض أمثلة سلوك الكفر لدى الإنسان كما دلت عليه بعض الصيغ اللغوية :

سيتركز كلامنا على الصيغة اللغوية البارزة وهي قوله تعالى : ( ومن الناس……) وقد وردت دالة على مضامين كفر متنوع من جهة الفعل والأسباب والنتائج ، وسنقف منها على ما ورد في سورتي الحج ولقمان بالأساس ، وسنضيف لهما ما جاء على شاكلتهما في سورة البقرة ، قبل أن نختم بتحليلات وتعليقات سورة غافر على ظواهر الكفر الملاحظة في سورتي الحج ولقمان .

صيغة : ( ومن الناس…..) استعملت في أغلب سياقاتها الواردة في القرآن الكريم دالة على الاعوجاج والجهل والكفر ، وهي تؤكد وتقرر معاني : ( وما قدروا الله حق قدره ) كما أشرنا إليها في الحلقة السابقة من هذه التأملات الجديدة ، ولكن ومع ذلك ينبغي أن نشير إلى ملاحظة أساسية وهي إن صيغة : ( ومن الناس….) كما استخدمت للدلالة على السلب استخدمت كذلك للإشادة بمواقف الإيجاب ضمن ثنائية الإيمان والكفر الأبدية ، وهكذا جاء النوع الأول السلبي من الصيغة المذكورة مقرونا بالإشارات الموضحة والمفسرة للاعوجاج الحاصل ، ويمكن أن نتتبعه ونميز بين معانيه في الآتي :

1 – المعنى الأول هو أن الكفر من الشيطان كما قال الله تعالى في الآيتين الثالثة والرابعة من سورة الحج : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) .

2 – المعنى الثاني الكفر ينبع من ذات الإنسان المتكبر والمتجبر ، وهو نوع يبرز حظ الشيطان في الإنسان ، وتجاذبات معركة الهداية والغواية ، يقول الله تعالى في الآيات الثامنة والتاسعة والعاشرة من سورة الحج : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ االلهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) .

3 – المعنى الثالث ويدور مع أحوال الناس من ناحية الحظوظ الدنيوية ، فالأوضاع المزرية المحيطة بالإنسان ، وفي نظره تجعل منه كائنا متبدلا ومتغيرا في مسألة الإيمان والكفر : يقول الله تعالى في الآيات 11 – 12 – 13 من سورة الحج : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ) .

4 – المعنى الرابع يشير إلى أن الإنسان في كفره إنما يدل على غفلته الأبدية التي لا تنفك عنه ، ولم تستطع كل المجهودات المبذولة على صعيد إرسال الرسل والأنبياء ، وإنزال الكتب السماوية المتتالية أن تزيلها من الوجود ، وقد ورد المعنى المذكور في صيغتين مختلفتين داخل سورة لقمان ، الصيغة الأولى تشبه تركيبة سورة الحج ، ونمثل لها بالآيتين : 20 – 21 من سورة لقمان : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) .

الصيغة الثانية جديدة ، تخاطب الإنسان بلغة قريبة منه ، ومستفادة من أفعاله وأعماله الدنيوية المتكررة ، يقول الله تعالى في الآيتين : 6 – 7 من سورة لقمان : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) .

أما في سورة البقرة فقد اقتربت صيغة : ( ومن الناس…..) من فعل الإنسان المتغير كثيرا ، وصورت كيف يكون متناقضا ما بين ظاهره وباطنه ، وما بين الادعاء والحقيقة الفعلية ، يقول الله تعالى في الآيات 204 – 205 – 206 : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ) .

أما النوع الثاني الإيجابي المتعلق بالصيغة اللغوية المذكورة فقد تراوح ما بين المحافظة على صيغة : ( ومِن الناس….) كاملة وما بين استبدال حرف الجر باسم الموصول ( مَن ) وبقاء المطلوب هو المطلوب ، يقول الله تعالى عن الصيغة الأولى في الآية : 207 من سورة البقرة : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) ويقول بصيغة الإسم الموصول الجديدة الدالة على الانقياد وتعظيم ما أمر الله به تعالى في نسق متصل يتكون من الآيات : 30 – 31 – 32 من سورة الحج : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِله غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) .

ومما يلاحظ في كل ما تقدم من المضامين السالفة أنها كانت تحرص على ذكر حياة الإيمان بتفاصيل متعددة ومتنوعة لتنبيه الإنسان على أنها هي الأصل ، وهي الحقيقة التي ينبغي أن يحرص عليها ، ويصدع بها دائما ، وسأكتفي هنا بذكر مثالين متكاملين من تعقيبات سورة الحج ، يقول الله تعالى على طول الآية الخامسة جوابا عن طرح أهل الجدل السلبي كما رأيناه في مضمون المعنى الأول للكفر : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) .

ويقول في الآية : 14 مشيرا إلى الجزاء الذي سيفوز به أهل الإيمان ، وهذا كذلك نوع من الردود المقتضبة على تلك المواقف السلبية : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) .

وما دمنا في سياق الردود سألفت انتباه القارئ إلى ما حفلت به سورة غافر وبتعدد وتنوع ووضوح ، وبصيغة تجمع بين لفظ الجدال ، وبين اسم الموصول الدال على الجمع بالإضافة إلى أسلوب التأكيد وكأن الإنسان إنسان واحد بالرغم من كل هذه المسيرة الزمنية الطويلة وما رافقها من وقائع متبدلة ومتغيرة ، ولعل الموقف فيه نوع من التناظر بين الأحداث والصور وأساليب اللغة ، يقول جل علاه في الآية : 4 : ( مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ) ويقول في الآية : 35 : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) ويقول في الآية : 56 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

هكذا عالج القرآن الكريم مسألة الإيمان والكفر من هذه الزاوية التي تجمع ما بين الموقف الفكري والأسلوب اللغوي ، ويمكن أن نضيف على صعيد الردود والشرح والتبيان ما نشاهده في بعض التتمات للسياقات المتقدمة ، فبعضها يذكر بعظمة الخالق تعالى وقدرته وأفعاله المتفردة والمتتالية في جميع الكون وعناصره الكثيرة والمختلفة ، يقول في الآيات : 57 – 58 – 59 من سورة غافر : ( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) .

وبعضها الآخر هو موجه للإنسان لتنبيهه على وظيفته الوجودية ، وليحدد له الفعل المطلوب منه في هذا الباب ، وسماه جهادا مزدوج المسالك : مسلك ذاتي ، ومسلك جماعي يهم جماعة المومنين من ناحية التعاضد والتكاثف الفكري والسلوكي والعملي لدفع الكفر ، وتنقية الحياة العامة منه ، يقول في الآية الأخيرة من سورة الحج ( 78 ) : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) .

ولعلها مقابلة أخرى بين موقفي الإيمان والكفر من ناحية الأفعال والأسلوب اللغوي ، فالمجادلة السلبية تقتضي جهادا إيجابيا متواصلا مع الذات ، ومع الآخر المخالف ليستمر الوجود في نسقه المشاهد والجامع لمعاني الإيمان والكفر ، وقد أدخل القرآن الكريم ذلك في ميل الإنسان الفطري للجدل بصفة دائمة ، ولهذا تحدث عنه تعالى بصيغتين مختصرتين ومتقابلتين كتقابل الحق والباطل ، والخير والشر…..الصيغة الأولى عامة ، ويمكن أن نعتبرها إيجابية ، يقول الله تعالى في الآية : 54 من سورة الكهف : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ) ويقول في الآية الرابعة من سورة غافر : (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ) .

وسنخوض في مضامين سورة غافر المتعلقة بمسألة الإيمان والكفر بتفصيل أكبر في الحلقة الخامسة المقبلة إن شاء الله تعالى .

( يتبع .. )

* د/ م علي الخامري: كاتب رأي من أسرة تحرير “كش بريس”

‏مقالات ذات صلة

Back to top button