
(كش بريس/االتحرير)ـ تشهد الشغيلة الصحية بجهة مراكش آسفي حالة احتقان غير مسبوقة، في ظل تفاقم المشاكل الإدارية والتنظيمية وتزايد الضغط المهني المستمر في مختلف المؤسسات الصحية بالجهة. ويأتي هذا الوضع في سياق متابعة البرنامج النضالي الذي أعلن عنه التنسيق النقابي الجهوي في بيانه رقم 03 بتاريخ 5 يونيو 2025، والذي كان قد تم تعليقه بعد تدخل الإدارة المركزية وتعهدها بالعمل على إيجاد حلول عملية للمشاكل العالقة ووضع حد للتجاوزات الخطيرة التي تمارسها بعض المسؤولين بالجهة.
غير أن استمرار غياب إرادة حقيقية للتصدي لإرث سنوات من التجاوزات، وعدم التفاعل مع مراسلات وبيانات التنسيق النقابي الذي يضم كلا من : النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، الجامعة الوطنية لقطاع الصحة – UNTM، الجامعة الوطنية للصحة – UGTM، والنقابة الوطنية للصحة – CDT، دفع الأخير إلى إعادة تقييم الوضع، معتبراً أن المؤشرات الأخيرة تعكس عمق الأزمة بين الإدارة وممثلي الشغيلة الصحية. وفي هذا السياق، أعرب التنسيق النقابي الجهوي عن استنكاره للممارسات الإقصائية التي ينهجها المدير الجهوي في تعامله مع النقابات ومحاولاته لتقزيم دورها كشريك اجتماعي يمثل مصالح الشغيلة الصحية ويحمي مكتسباتها.
وأكد التنسيق النقابي استمرار معركته النضالية ضد استهتار وتمادي المدير الجهوي من خلال تنفيذ اعتصام إنذاري يومي الثلاثاء والأربعاء 14 و15 أكتوبر 2025، بمقر المديرية الجهوية للصحة بمراكش، بمشاركة أعضاء المكتب النقابي المكون للتنسيق. كما دعا جميع المناضلات والمناضلين لرص الصفوف والانخراط الواسع في البرنامج النضالي المعلن، دفاعاً عن حقوق الشغيلة وتصحيحاً لمسار الحوار الاجتماعي وتفعيلاً للقرارات المتخذة من قبل التنسيق.
ويعكس هذا التصعيد أزمة هيكلية متجذرة في الجهاز الصحي الجهوي، تجمع بين مشاكل الإدارة المركزية، الضغوط المهنية، والتجاوزات السابقة للسلطة، كما يكشف غياب ثقافة حوارية حقيقية ومأسسة النقابات كفاعل اجتماعي، ما يضع الشغيلة الصحية أمام معضلة مزدوجة بين الدفاع عن حقوقها والحفاظ على استقرار المنظومة الصحية التي تؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.