‏آخر المستجداتلحظة تفكير

توفيق بوعشرين: ترامب… ثلاث مفاجآت في عشرة أيام!

بأسلوبه المعتاد، فاجأ دونالد ترامب العالم ثلاث مرات في أقل من عشرة أيام!

المفاجأة الأولى: سمح لإسرائيل بشنّ هجوم مباغت على إيران بدون تكتيك ولا استراتيجية .

المفاجأة الثانية: أدخل أمريكا رسميًا إلى الحرب، إلى جانب إسرائيل، عبر قصف مواقع التجارب النووية الإيرانية من الجو، دون سابق إنذار، ودون استشارة الكونغرس الأمريكي أو مجلس الأمن الدولي.

أما المفاجأة الثالثة، فكانت إعلانه عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد ساعات فقط من إطلاق طهران صواريخها نحو قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر! انتقاماً يعني !.

لكن، من الرابح ومن الخاسر في هذه الحرب الخاطفة والمجنونة؟

أول الخاسرين: غزة الجريحة، التي تنزف منذ شهور دون أن تجد من يبكي عليها في عالم لا يعترف إلا بلغة القوة فلا احد من القوى الكبرى تمسك بادخالها في اتفاق وقف إطلاق النار .

ثاني الخاسرين: السلم والأمن الدوليان، ومعايير القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة التي دُفنت تحت ركام الصواريخ والطائرات.

ثالث الخاسرين: هيبة أمريكا، التي ظهرت عاجزة عن قيادة العالم مع رئيس أهوج، بلا تخطيط استراتيجي، ولا عمق سياسي، ولا أسلوب دبلوماسي.

رابع الخاسرين: إيران، التي خسرت أرواحًا ومنشآت ومواقع نووية، وقد يتأخر برنامجها النووي لسنوات، لكنها ربحت في المقابل هيبة قوة إقليمية في المنطقة، وأظهرت قدرتها على إيلام إسرائيل في مناطق حساسة، وبرزت أمام العالم كنظام متماسك لا ينهار كأنظمة المنطقة عند أول ضربة.

خامس الخاسرين: إسرائيل، التي جرحت الدب الإيراني لكنها لم تقضِ عليه، بل فتحت أمامه طريقًا مباشرًا نحو القنبلة النووية، بعدما اتضح أن أمريكا وإسرائيل لا تعاديان البرنامج النووي فقط، بل النظام الإيراني بأكمله. وما لم يُنتزع من طهران بالحرب، لن يُنتزع منها بالدبلوماسية.

في الحصيلة: الجميع خاسر، لكن الخاسر الأكبر هو الأمن العربي، والهيبة العربية… إن كان لا يزال هناك شيء اسمه “هيبة العربان”.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button