‏آخر المستجداتمال وأعمال

اتصالات المغرب: الهوية الحمراء بوصفها إعلانًا لعصر رقمي جديد

(كش بريس/التحرير)ـ كشفت اتصالات المغرب، الفاعل التاريخي والرئيسي في تطوير قطاع الاتصالات بالقارة الإفريقية، عن هويتها البصرية الجديدة في خطوة تعدّ تحولًا استراتيجيًا يتجاوز البعد الشكلي إلى إعادة تموضع اقتصادي ورقمي داخل السوق المغربية والإفريقية، تماشياً مع رؤية “المغرب الرقمي 2030” ومع استعداد المملكة لدخول عصر الجيل الخامس (5G).

رمزية اللون وتحول العلامة إلى خطاب اقتصادي

الانتقال من الأزرق والبرتقالي إلى الأحمر القوي ليس مجرد تحديث بصري، بل بيان رمزي للاقتصاد الوطني الرقمي. فاللون الجديد، المستلهم من العلم المغربي، يجسد دينامية الثقة والطموح والانتماء، ويؤشر إلى تحول اتصالات المغرب من شركة خدماتية تقليدية إلى فاعل وطني حامل لهوية رقمية ذات بعد سيادي.

إن اختيار الأحمر، في لغة الاقتصاد الرمزي، يعني الرهان على القوة الداخلية للسوق الوطنية وعلى استثمار رأس المال المعنوي المغربي في بناء العلامة التجارية. فالهوية الجديدة تترجم تصوراً مؤسسياً يعتبر الهوية الاقتصادية امتداداً للهوية الوطنية، وهو توجه منسجم مع السياسات العمومية الداعمة لاقتصاد السيادة الرقمية.

الهوية البصرية كاستعارة للتحول الرقمي

تحمل المنحنيات المزدوجة باللون الأحمر معاني تتجاوز التصميم؛ فهي تعبير عن تدفق البيانات والطاقة والاتصال الإنساني المستمر، وعن شبكة وطنية تربط جغرافيا المغرب من الشمال إلى الجنوب، بما يعكس شمولية الرؤية الرقمية للمجموعة.

هذا التحول البصري لا يعبّر عن تجميل شكلي، بل عن انتقال مؤسساتي نحو نموذج أكثر مرونة وابتكاراً في إدارة العلامة، حيث تصبح الهوية وسيلة تواصل اقتصادي تُبرز التزام الشركة بإنسانية التكنولوجيا وبالقيمة الاجتماعية للاتصال.

البعد الرمزي لاختيار ياسين بونو

باختيار ياسين بونو سفيراً جديداً للعلامة التجارية، ربطت اتصالات المغرب بين التميز الرياضي والنجاح المؤسسي، في رسالة اقتصادية موجّهة للأجيال الشابة. فبونو، بما يمثله من رمزية الانتماء والالتزام والكفاءة، يجسد قيم الأداء الجماعي والمواطنة المنتجة التي تسعى الشركة إلى تجذيرها داخل ثقافتها المؤسسية.

إن هذا الاختيار يعكس وعياً تسويقيًا جديدًا يعتمد على الرسملة الرمزية لرأسمال الثقة الجماهيرية، ويعزز صورة المؤسسة كفاعل اجتماعي، لا مجرد مقدم خدمة رقمية.

رؤية استراتيجية نحو الاقتصاد الرقمي الوطني

في تصريح للمدير العام محمد بنشعبون، أكدت المجموعة أن التحول الجديد يندرج ضمن مسار متجدد من الابتكار والقرب والثقة، مع فتح آفاق أوسع نحو الاستثمار في التحول الرقمي للمملكة.

ويبرز من خلال ذلك أن الشركة تراهن على ثلاثة محاور استراتيجية، الاستثمار في الجيل الخامس (5G) كأداة للنمو الاقتصادي والريادة الإقليمية. ودعم ريادة الأعمال والابتكار الرقمي المحلي بما يواكب تطلعات الشباب. وتوسيع شبكات الاتصال وتطوير البنى التحتية الرقمية لتحقيق العدالة الترابية في الخدمات.

هوية جديدة لاقتصاد متصل

من منظور اقتصادي، يمثل هذا التحول إعادة تموقع استراتيجي لعلامة سيادية في بيئة رقمية تتسارع فيها المنافسة الإقليمية. فالتحول البصري هنا ليس ترفاً تسويقياً، بل انعكاس لإعادة تعريف وظيفة المؤسسة داخل منظومة الاقتصاد الوطني.

اتصالات المغرب تعلن، من خلال اللون والرمز، عن مرحلة ما بعد السوق التقليدية، حيث تصبح الاتصالات جزءاً من النسيج الاقتصادي المنتج للقيمة المضافة، وعنصراً محورياً في التحول الصناعي والخدماتي نحو الرقمنة.

كما أن الارتباط الوثيق برؤية “المغرب الرقمي 2030” يجعل من الهوية الجديدة تجسيداً لسياسة وطنية رقمية شمولية، تتقاطع فيها اعتبارات السيادة التقنية مع أهداف التنمية المستدامة والتنافسية الاقتصادية.

‏مقالات ذات صلة

Back to top button