‏آخر المستجداتصوت المحاميد

رعب الكلاب الضالة يطوّق المحاميد 9… وتلميذة تنجو بأعجوبة

(كش بريس/خاص)ـ في حيّ المحاميد 9 بمقاطعة المنارة في مراكش، تتصاعد الأصوات الغاضبة مع تزايد أعداد الكلاب الضالة التي تحوّل الأزقة والساحات إلى مصدر خوف دائم للسكان، خصوصًا الأطفال والمسنين. صباح اليوم السبت كادت مأساة أن تقع حين تعرّضت تلميذة لهجوم مجموعة من الكلاب المشردة أثناء توجهها إلى مدرستها، ولولا تدخل بعض المارة وسرعة إنقاذها لكانت النتيجة أكثر خطورة. هذه الحادثة ليست معزولة، بل تعكس وضعًا مقلقًا يتكرر منذ أشهر، حيث يتحدث الأهالي عن مطاردات ليلية ونباح متواصل وحوادث عضٍّ متفرقة تُهدّد السلامة الجسدية وتزرع الرعب في النفوس.

أزمة متفاقمة ومسؤوليات معلّقة

انتشار الكلاب الضالة في المحاميد 9 يعكس اختلالًا بيئيًا وصحيًا، فغياب برامج فعّالة للتعقيم والتطعيم وجمع هذه الحيوانات جعل المنطقة مرتعًا للقطعان الشاردة التي تجد في النفايات المتراكمة ومخلفات المطاعم مصدرًا للغذاء، ما يضاعف أعدادها. ومع أن القانون المغربي يحمّل الجماعات الترابية والمصالح البلدية مسؤولية حماية الصحة العامة، فإن الساكنة تعتبر أن التدخلات الحالية تقتصر على حملات موسمية لا تُعالج جذور المشكلة.

خطر يهدد الصحة العامة

لا يقتصر الخطر على الإصابات المباشرة من العَضّ أو الهجمات، بل يمتد إلى احتمالات نقل أمراض خطيرة مثل داء الكلب (السعار) والطفيليات، وهي أمراض يمكن أن تتحول إلى أوبئة إذا لم تُعالج بصرامة. كما أن ترويع التلاميذ في طريقهم إلى المدارس، وتعطيل حركة السكان ليلًا، يُشكلان ضغطًا نفسيًا حقيقيًا ويقوضان الإحساس بالأمان في الحي.

دعوة إلى تحرك عاجل

أمام هذه الوقائع، يتزايد إلحاح المطالب بضرورة تدخل عاجل وحاسم من المجلس الجماعي لمراكش، عبر وضع خطة متكاملة تشمل:

  • حملات دائمة لجمع الكلاب الضالة وإيوائها في مراكز متخصصة.
  • برامج تعقيم وتطعيم للحد من التكاثر.
  • تنظيف مستمر للأحياء وتقليص مصادر النفايات التي تجذب هذه الحيوانات.
  • توعية الساكنة حول سبل الوقاية وطرق الإبلاغ عن أي حالات خطرة.

مسؤولية جماعية

صحيح أن البلديات تتحمل المسؤولية الأكبر، لكن نجاح أي خطة يقتضي تعاونًا بين مختلف الأطراف: المصالح البيطرية، الجمعيات المهتمة بحقوق الحيوان، وفعاليات المجتمع المدني، بما يضمن حلولًا تراعي البُعد الإنساني والبيئي في آن واحد.

إن حادثة اليوم تنبّه إلى أن المحاميد 9 يقف على حافة أزمة صحية وأمنية، وأن الوقت قد حان لتجاوز المعالجات الظرفية نحو سياسة وقائية دائمة تحمي حياة المواطنين وتعيد للحي طمأنينته المفقودة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button