
مقال عاموس هرئيل – “على عتبة تحرير المخطوفين الأحياء” (هآرتس، 13 أكتوبر 2025)
يرى هرئيل أن اليمين الإسرائيلي يكرر أخطاءه القديمة في التعامل مع غزة، تمامًا كما حدث بعد جولات القتال السابقة (2014 و2021). فكل مرة كانت إسرائيل تعلن “النصر”، بينما كانت حماس تخرج من الحرب مستعدة لجولة جديدة. الهجوم الكبير في 7 أكتوبر كشف زيف تلك الادعاءات، وأثبت أن الردع الإسرائيلي كان هشًّا.
بعد عام من الحرب الكارثية، التي خلفت وفق تقديرات إسرائيل أكثر من 67 ألف قتيل في غزة، انتهى الصراع بضغط أمريكي مباشر من الرئيس ترامب الذي فرض اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى لإنقاذ مصالح واشنطن في المنطقة.
يُحذر هرئيل من أن اعتبار هذا الاتفاق “نصرًا إسرائيليًا” هو وهم جديد، فـ”حماس” لم تُهزم كليًا، بل قبلت الصفقة مقابل ضمانات أمريكية، ما قد يمنحها مجالًا لإعادة ترتيب صفوفها.
يشير الكاتب إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف ما زال يحلم بإعادة الاستيطان في غزة أو فرض حكم عسكري مباشر، لكن الواقع الميداني والسياسي لا يسمح بذلك. فـ”القوة متعددة الجنسيات” التي يُرتقب نشرها في القطاع ستكون تحت إشراف أمريكي – عربي، بمشاركة محتملة من مصر وتركيا وقطر، بينما ستمنح السلطة الفلسطينية دورًا إداريًا محدودًا.
يرى هرئيل أن نتنياهو يحاول التمسك ببقاء الجيش الإسرائيلي على “الخط الأصفر” في خرائط القطاع والسيطرة على نصف أراضيه تقريبًا، فيما يرفض الاعتراف بمسؤوليته عن الكارثة التي وقعت في عهده. أما وزراء اليمين المتطرف (سموتريتش، بن غفير)، فيعارضون الصفقة علنًا لكنهم يتمسكون بالحكومة لمصالحهم السياسية.
في المقابل، تبرز الضغوط الأمريكية الهائلة، تجسدها زيارة مبعوثي ترامب (جاريد كوشنر وزوجته إيفانكا والمستثمر ستيف ويتكوف) الذين حضروا جلسة الحكومة الإسرائيلية. وأثارت زيارتهم غضبًا شعبيًا في إسرائيل، حيث استقبل الجمهور نتنياهو بالاحتقار مقابل التصفيق للمبعوثين الأمريكيين، في مشهد يرمز إلى تراجع هيبة نتنياهو الداخلية واعتماده الكامل على واشنطن.
يخلص هرئيل إلى أن إسرائيل كانت مضطرة لإنهاء الحرب: المجتمع الإسرائيلي منهك ومنقسم، وأي استمرار للقتال كان سيهدد استقرار الدولة. ومع ذلك، فإن عودة المخطوفين لن تمحو الإخفاقات العميقة التي كشفتها الحرب، ولا ضعف القيادة السياسية التي تسير بإملاء أمريكي واضح.