‏آخر المستجداتبقية العالم

مقاطعة ثقافية هولندية وبلجيكية احتجاجًا على انتهاكات حقوق الفلسطينيين

(كش بريس/ التحرير)ـ أعلنت أكثر من 300 مؤسسة ومتحف فني وثقافي في هولندا وبلجيكا، الخميس، عن بدء مقاطعة ثقافية شاملة ضد جميع المؤسسات والشركات الإسرائيلية، في خطوة وصفوها بأنها ردّ على “الإبادة الجماعية في غزة واستمرار الاحتلال في الضفة الغربية”.

وجاء في البيان المشترك، الذي وقعته هذه المؤسسات، أن القرار يعكس رفض القطاع الثقافي الأوروبي للتواطؤ مع انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدين أنهم لن يظلوا صامتين أمام جرائم الحرب والإبادة الجماعية الموجهة ضد الشعب الفلسطيني. وأوضح البيان أن المقاطعة ليست ضد اليهود أو الإسرائيليين بشكل عام، بل ضد كل من يشارك أو يتواطأ في الانتهاكات.

وأشار البيان إلى أن القرار يأتي استجابةً لدعوات فناني وناشطين فلسطينيين، مؤكدًا أن أكثر من 400 فنان عالمي انضموا إلى حملة “لا موسيقى للإبادة” (No Music for Genocide)، حيث منعوا موسيقاهم من الانتشار على منصات البث الإسرائيلية. كما دعا البيان إلى توسيع المقاطعة لتشمل القطاعات الرياضية والأكاديمية والاقتصادية، بالإضافة إلى السياسة، معتبرًا أن المقاطعة الثقافية وحدها لا تكفي لوقف الانتهاكات.

وشملت المقاطعة مؤسسات بارزة مثل: متحف بونيفانتن في ماستريخت، ومتحف الفنون الجميلة في غنت، ومهرجان هولندا السينمائي، وأوبرا هولندا، في خطوة رمزية تسلط الضوء على الدور التحركي للقطاع الثقافي في مواجهة القضايا الإنسانية الكبرى.

ويأتي هذا التحرك على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 66,225 شخصًا وإصابة 168,938 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى وفاة 455 فلسطينيًا بسبب المجاعة، بينهم 151 طفلًا.

المقاطعة تحمل أيضًا رسالة تحذير للمجتمع الدولي، مفادها أن تجاهل الجرائم الإنسانية سيقابله تحرك مدني وثقافي عالمي، قد يمتد ليطال مؤسسات أخرى إن لم تتحمل الدول مسؤولياتها.

كما أن اختيار المؤسسات الثقافية والفنية كأداة ضغط يعكس قوة الثقافة في تشكيل الرأي العام والتأثير على السياسة، إذ تُترجم الأعمال الفنية إلى وسيلة احتجاجية سلمية ومؤثرة، تحمل رسالة عالمية مفادها أن الانتهاكات الإنسانية لا يمكن تجاهلها.

وشدّد البيان على أن المقاطعة ليست موجّهة ضد الأفراد من اليهود أو الإسرائيليين، بل ضد كل من يشارك في الانتهاكات، ما يجعل الحملة أخلاقية وقانونية في إطار مقاطعة مؤسساتية وسياسية محدد، بعيدًا عن أي خطاب عنصري أو ديني.

وبالانتقال من المقاطعة الثقافية إلى دعوات تشمل الرياضة والجامعات والاقتصاد والسياسة، يعكس البيان إدراكًا لضرورة تبني استراتيجيات متعددة الأبعاد للضغط على إسرائيل لإنهاء الانتهاكات، مع التأكيد على أن أي خطوة منفردة لن تكون كافية.

الأرقام الصادمة المتعلقة بالخسائر البشرية في غزة، خاصة بين الأطفال والنساء، تخلق أرضية أخلاقية وسياسية قوية للحملات التضامنية، وتبرّر المقاطعة من منظور إنساني قبل أن تكون سياسيًا أو ثقافيًا.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button