‏آخر المستجدات‏تكنولوجيا و ميديا

من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة الخضراء: مراكش تحتضن ملتقى دولياً لابتكارات الغد

(كش بريس/التحرير)ـ يعرف العالم في السنوات الأخيرة موجة تحول رقمي غير مسبوقة تعيد تشكيل أسس الإنتاج والمعرفة والتنمية. فقد أصبحت التقنيات المتقدمة، من الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء إلى الطاقة المتجددة والتعليم الرقمي، ركائز أساسية لاقتصاد عالمي يتجه بسرعة نحو نماذج أكثر ذكاءً واستدامة. هذا الزخم التكنولوجي المتسارع لم يعد مجرد مظهر من مظاهر الحداثة، بل تحوّل إلى شرط ضروري لضمان التنافسية، ومجالاً حاسماً لإعادة التفكير في أدوات الابتكار ومسارات التنمية. وفي ظل هذه التحولات العميقة، يبرز دور الدول والمؤسسات العلمية والصناعية في مواكبة هذا الواقع الجديد عبر خلق فضاءات للنقاش وتبادل الخبرات وصياغة رؤى مستقبلية تستجيب لتحديات العصر الرقمي.

وفي هذا السياق العالمي المضطرب والمتسارع، تستضيف مدينة مراكش من 19 إلى 21 نونبر 2025 فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للتقنيات المتقدمة (ICAT’2025)، المنعقد تحت شعار “التحول الرقمي عبر جميع القطاعات”. ويأتي هذا الحدث العلمي الكبير بتنظيم من جامعة القاضي عياض، وبشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، ليجمع أكثر من 200 مشارك من باحثين وخبراء وأساتذة جامعيين ومهنيين وصناع قرار من دول متعددة، بما يعكس البعد الدولي للمؤتمر ومكانة المغرب المتنامية في منظومة البحث العلمي والابتكار.

يشكل المؤتمر فضاءً حيوياً لمناقشة أحدث المستجدات في مجال التقنيات المتقدمة، من خلال محاور تتقاطع في جوهرها مع التحديات الكبرى للعصر الرقمي. إذ سيتم التركيز على التطبيقات المتسارعة للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في الصناعة والاقتصاد، واستعراض الجيل الجديد من أنظمة الطاقة الذكية والمتجددة بما تحمله من إمكانيات لتسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر. كما يبرز التعليم الرقمي كأحد الأعمدة الأساسية لإعداد كفاءات قادرة على قيادة التحول التكنولوجي، إلى جانب قضايا الأمن السيبراني التي تزداد أهميتها مع اتساع رقمنة الخدمات والمؤسسات. ويتطرق المؤتمر أيضاً إلى الاستدامة والتحول الأخضر في سياق المدن الذكية والتقنيات البيئية، باعتبارها جزءاً من الرؤية الشمولية للمستقبل الرقمي.

ولا يكتفي المؤتمر بدوره العلمي النظري، بل يسعى إلى تعزيز الربط بين البحث الأكاديمي والتحولات الصناعية، من خلال تشجيع الابتكار وتقديم حلول رقمية عملية قابلة للتنفيذ، والتأسيس لشراكات متقدمة بين الجامعة والقطاع الصناعي، بما يجعل التكنولوجيا في خدمة التنمية. كما يوفر المؤتمر فرصة مهمة لطلبة الدكتوراه والباحثين الشباب لعرض مشاريعهم العلمية والاحتكاك بخبراء دوليين، وهو ما يعزز إشعاع جامعة القاضي عياض ويساهم في ترسيخ موقع المغرب كمركز إقليمي صاعد في مجال الابتكار والتقنيات المتقدمة.

وبذلك، لا يمثل ICAT’2025 مجرد حدث علمي دوري، بل محطة استراتيجية ضمن مسار وطني يسعى إلى تمكين المغرب من مفاتيح المستقبل الرقمي وترسيخ حضوره في خارطة التكنولوجيا العالمية.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button