
(كش بريس/ التحرير)ـ
تفجّرت، خلال الساعات الأخيرة، موجة انتقادات حادة في المغرب عقب حادث شهدته مدينة الصويرة يوم السبت الماضي، حين دعا أحد الحاخامات، في طقس ديني علني، إلى “النصر” لجيش إسرائيلي متّهم بارتكاب جرائم إبادة في غزة، بحضور رجال سلطة ودين محليين لزموا الصمت. الحادث، الذي وثّقته وسائل إعلام محلية ودولية، أثار استنكارًا واسعًا بعدما قارن ناشطون بين هذا المشهد وبين قرارات منع خطباء مساجد وأعضاء مجالس علمية من مجرد الترحّم على ضحايا العدوان على غزة.
الصحافي علي أنوزلا وصف الواقعة في تدوينة على صفحته بـ“حفلة نسيان” و“مرآة لزمن ينهار فيه المعنى”، معتبراً أنّ الأمر يتجاوز “الكيل بمكيالين” إلى “اختراق رمزي وقيمي لمجتمع ظلّ يعتبر فلسطين جزءًا من وجدانه”، في إشارة إلى ما يراه ثمناً مباشراً للتطبيع مع إسرائيل.
التدوينة أعادت إشعال الجدل بعدما اقتبستها الشاعرة والقيادية الاستقلالية مالكة العاصمي، التي ذهبت أبعد من النقد السياسي، معتبرة أنّ ما وصفته بـ“صهينة المغرب والمغاربة” يمثّل “خطرًا إنسانيًا بيّنًا” و“ورمًا سرطانيًا صهيونيًا خبيثًا ينخر الجسم المغربي”. ودعت العاصمي، في منشور بعنوان “عاجل جدًا”، الحكومة والبرلمان والأحزاب إلى تحمّل مسؤولياتهم، وطالبت نساء ورجال القانون بالتحرّك “فورًا لاستصدار الأحكام الضرورية لتفعيل الدستور وحماية أمن واستقرار المغرب ووحدته الوطنية والترابية”.
يأتي هذا السجال المتصاعد في وقت يشهد فيه المغرب نقاشًا حساسًا حول حدود التطبيع مع إسرائيل، وسط استمرار الحرب في غزة وتنامي الاحتجاجات الشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية، ما يضع السلطات أمام اختبار صعب بين التزاماتها الدبلوماسية ومطالب الشارع الداعية إلى مراجعة شاملة لهذه السياسة.