‏آخر المستجداتبقية العالم

وداعاً 2025: اكتشافات ثورية تعيد رسم ملامح المستقبل

(كش بريس/لتحرير)ـ ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية العام 2025، السنة التي كانت حافلة بتحولات علمية وطبية وتكنولوجية لافتة، أكدت من جديد تسارع خطى التطور البشري، ورسّخت ملامح مرحلة جديدة من الابتكار والاكتشاف. فقد شهد العام إنجازات نوعية من شأنها أن تُحدث تغييرات جذرية في قطاعات حيوية، وأن تعيد صياغة العديد من التصورات السائدة خلال السنوات المقبلة.

وخلال هذه السنة، واصل الأطباء والباحثون الطبيون جهودهم المضنية للتوصل إلى علاجات ناجعة للأمراض المستعصية، وفي مقدمتها السرطان والزهايمر وباركنسون، ونجحوا في تحقيق اختراقات مهمة منحت أملاً واسعاً لملايين المرضى حول العالم، وإن ظل الطريق نحو العلاجات النهائية طويلاً ومعقداً. وفي موازاة ذلك، سجّل قطاع التكنولوجيا طفرة كبيرة من حيث الابتكارات والاختراعات، رغم ما واجهته كبرى الشركات العالمية من تحديات اقتصادية وتجارية، تفاقمت بفعل السياسات الجمركية الأمريكية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، وما نجم عنها من توتر حاد وأزمة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، أثّرت بشكل مباشر في سلاسل التوريد والتطوير التكنولوجي.

وبالتوازي مع هذه التطورات، واصل علماء الفضاء خلال عام 2025 أبحاثهم المكثفة لكشف مزيد من أسرار الكون خارج كوكب الأرض، وسط سباق علمي محموم لفهم طبيعة الفضاء العميق، واستمرار الطموحات الرامية إلى الوصول إلى كوكب المريخ، المعروف بـ«الكوكب الأحمر»، تمهيداً لاحتمال استيطانه بشرياً خلال العقود، وربما السنوات، المقبلة.

وفي هذا السياق، نعرض فيما يلي أبرز الابتكارات والاختراعات والاختراقات العلمية التي ميّزت سنة 2025، من خلال عشرة تطورات بارزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا:

أولاً: اكتشاف نفطي عملاق
شهد شهر فبراير 2025 إعلاناً عن اكتشاف نفطي ضخم في ولاية داكوتا الشمالية الأمريكية، وهي ولاية ظلت لعقود بعيدة عن دائرة الأضواء. الاكتشاف الجديد، الذي وُصف بالكنز الهائل، قد يحوّل الولاية إلى واحدة من أغنى المناطق في العالم، ويمنحها لقب «عاصمة الذهب الأسود».
وأكد خبراء الجيولوجيا أن خزان «ثري فوركس الأوسط» في مقاطعة ماكنزي يحتوي على أكثر من 10.5 مليارات غالون من النفط، بقيمة تناهز 18.6 مليار دولار، وهو جزء من نظام باكن النفطي الذي يُعد من أكبر احتياطات النفط في الولايات المتحدة. ورغم أن داكوتا الشمالية تنتج حالياً نحو 1.2 مليون برميل يومياً، فإن المسؤولين يؤكدون أن أكثر من 80 في المئة من النفط لا يزال غير مستغل، ما يفتح آفاقاً اقتصادية هائلة للمنطقة وللاقتصاد الأمريكي عموماً.

ثانياً: خطوة ثورية في علاج مرض باركنسون
حقق فريق بحثي في جامعة كامبريدج البريطانية تقدماً لافتاً عبر تطوير غرسة دماغية مبتكرة تعتمد على مجموعات صغيرة من خلايا الدماغ، تهدف إلى إصلاح المسارات العصبية المتضررة لدى مرضى باركنسون. وتمثل هذه الغرسة أولى الخطوات العملية نحو علاج جذري لهذا المرض العصبي التنكسي.
ويأمل الباحثون أن تُمكّن هذه التقنية من استعادة الوظائف الحركية الطبيعية للدماغ، خصوصاً في ظل محدودية العلاجات الدوائية الحالية التي تفقد فعاليتها مع مرور الوقت وتُسبب آثاراً جانبية معقدة.

ثالثاً: بطاريات ثورية من النفايات النووية ومواد مستدامة
تمكن باحثون في جامعة ولاية أوهايو من تطوير بطارية كهربائية عالية الكفاءة تعتمد على استغلال النفايات النووية كمصدر للطاقة، ما قد يشكل حلاً جذرياً لمشكلة نفاد البطاريات التقليدية. ورغم اعتمادها على مصادر مشعة، فإن البطارية آمنة تماماً، إذ لا تحتوي على مواد مشعة بداخلها.
وفي تطور موازٍ، ابتكر علماء سويديون بطارية مرنة تشبه معجون الأسنان، يمكن تشكيلها وطبعها ثلاثياً بأي شكل، باستخدام مواد مستدامة مستخرجة من مخلفات صناعة الورق، ما يعزز مفهوم الاقتصاد الأخضر وتخزين الطاقة المستدام.

رابعاً: حصان آلي يعمل بالهيدروجين
كشفت شركة «كاواساكي» اليابانية عن مركبة روبوتية فريدة على شكل حصان آلي رباعي الأرجل، يعمل بالهيدروجين، وقادر على التنقل فوق مختلف التضاريس. ويعتمد هذا الابتكار على الذكاء الاصطناعي في التوجيه والتوازن، ليمنح الراكب تجربة تنقل غير مسبوقة في البيئات الوعرة، رغم أنه لا يزال في طور النموذج المفاهيمي.

خامساً: شريحة دماغية تُعيد النطق
نجحت شريحة ذكية طورتها شركة «نيورالينك» في إعادة القدرة على الكلام لمريض مصاب بالتصلب الجانبي الضموري، بعد زرعها في دماغه وربطها بنظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويُعد هذا الإنجاز قفزة هائلة في مجال واجهات الدماغ–الحاسوب، رغم ما يثيره من مخاوف أخلاقية وعلمية مستقبلية.

سادساً: حل لغز علمي عمره قرن
استطاع فريق بحثي أمريكي، باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فك لغز استمر أكثر من مئة عام، عبر تحديد البنية الذرية الدقيقة للبلورات النانوية، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة لتطوير مواد جديدة وتطبيقات متقدمة في مجالات متعددة، من الإلكترونيات إلى علم الآثار.

سابعاً: جهاز مبتكر لعلاج السرطان
ابتكر علماء في جامعة نيويورك جهازاً مصغراً يحاكي نخاع العظم البشري، ويتيح اختبار علاجات سرطان الدم بدقة عالية داخل بيئة تحاكي جسم الإنسان، ما يُمكّن من تصميم علاجات مخصصة لكل مريض دون الحاجة إلى التجارب على الحيوانات.

ثامناً: توليد الكهرباء من حرارة الجسم
تمكن علماء صينيون من تطوير مادة مرنة قادرة على تحويل حرارة الجسم إلى كهرباء، ما يمهد الطريق لملابس ذكية وأجهزة طبية تعمل ذاتياً دون بطاريات، مع إمكانات واسعة في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا القابلة للارتداء.

تاسعاً: اختراق واعد في علاج الزهايمر
حقق علماء إسبان نتائج مذهلة في علاج مرض الزهايمر لدى الفئران باستخدام جسيمات نانوية تُصلح حاجز الدم–الدماغ، ما يساعد الدماغ على التخلص من البروتينات السامة المسببة للمرض، ويفتح باب الأمل لإمكانية تطبيق هذه التقنية على البشر في المستقبل القريب.

عاشراً: اكتشاف كوكب قد يحتضن حياة
أعلن علماء الفلك عن اكتشاف كوكب جديد يُعرف باسم «ترابيست-1 إي»، يقع على بعد 40 سنة ضوئية من الأرض، ويدور في المنطقة الصالحة للحياة حول نجمه. وتشير بيانات تلسكوب «جيمس ويب» إلى احتمال امتلاكه غلافاً جوياً قادراً على دعم الحياة، ما يجعله أحد أكثر الاكتشافات إثارة في علم الفلك الحديث.

وهكذا، يُسدل الستار على عام 2025 باعتباره محطة مفصلية في مسار التقدم العلمي، حملت للبشرية وعوداً كبيرة بمستقبل تتقاطع فيه التكنولوجيا والطب والفضاء لإعادة رسم حدود الممكن.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button