
(كش بريس/ خاص)ـ شهدت مدن مغربية عديدة، على مدى ثلاثة أيام، احتجاجات شبابية تسمي نفسها بشباب Z 212 طالبت بتحسين الخدمات الأساسية في مجالي الصحة والتعليم، وتوفير فرص عمل تحفظ الكرامة الإنسانية. وأفاد شهود عيان وهيئات حقوقية محلية أنّ التدخل الأمني أسفر عن توقيف عدد من المشاركين والمتضامنين معهم.
ومن بين الموقوفين أستاذ كان قد انضم إلى التلاميذ تضامناً معهم. وقال في تدوينة على صفحته في “فيسبوك” بعد الإفراج عنه: “تم إخلاء سبيلي بعد اعتقال تعسفي، كل التقدير والاحترام لكل من تضامن معنا. كنا حوالي 12 موقوفاً لدى الشرطة، معظمهم من تلامذتي، من خيرة المجدين والمتفوقين”، مؤكداً التزامه بمساندة الطلبة في أشكالهم الاحتجاجية المقبلة دفاعاً عن حقهم في التعليم والصحة والشغل الكريم.
وتأتي هذه الأحداث في سياق تزايد أصوات مدنية وحقوقية تدعو إلى فتح حوار جاد مع الشباب، ومعالجة اختلالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي كانت وراء خروجهم إلى الشارع.
جدير بالإشارة، أن جيل “Z” نشأ في بيئة مشبعة بالثورة الرقمية، ما جعله متمكناً من أدوات التواصل الحديثة. وبديلاً عن أنماط الاحتجاج التقليدية، يعتمد هذا الجيل على المنصات الرقمية لتنظيم الحملات وتعبئة الرأي العام وإيصال مطالبه بسرعة وفاعلية، محوّلاً الفضاء الافتراضي إلى ساحة مركزية للتعبير والمناصرة. وقد منح هذا التحول حراك الشباب زخماً وانتشاراً واسعاً يتجاوز القيود الميدانية المعتادة.
وفي السياق المغربي، يرفع جيل “Z” خلال الاحتجاجات الراهنة شعارات تدعو إلى إصلاح قطاعي الصحة والتعليم، وهما مجالان طالما شكّلا محور انتقادات متكررة في تقارير وطنية ودولية على حد سواء.