
(كش بريس/وكالات)ـ في خطوة غير مسبوقة، أطلقت شركة الأزياء الإسرائيلية “كوم ال فو” حملة احتجاجية للتوعية بأزمة المجاعة في قطاع غزة، مما يمثل أول موقف من نوعه من قبل شركة إسرائيلية تجاه هذه القضية.
الحملة: “قاوموا المجاعة”
تضمنت الحملة صورًا لنساء ورجل يرتدون ملابس سوداء ويحملون أوعية فارغة، مع الشعار “قاوموا المجاعة”. تم نشر هذه الصور على منصات التواصل الاجتماعي باللغات العربية والعبرية والإنجليزية. وكتبت الشركة في منشوراتها: “على بعد مسافة قصيرة منا بالسيارة، هناك أشخاص يعانون من الجوع”. وأكدت الشركة على ضرورة “الصراخ بالنيابة عن من لا يستطيعون الصراخ”، مطالبة بإنهاء المجاعة في غزة، التي تطال المدنيين والرهائن على حد سواء.
التصريحات والموقف الإنساني
في تصريحات لصحيفة “جيروزليم بوست”، أكد مدير الشركة رومي كامينر جولدفانير أن الأزياء ليست مجرد لباس، بل وسيلة للتعبير السياسي والثقافي، مثل الطعام أو أي عنصر من عناصر الثقافة. وأضاف أن الشركة تشعر بالحاجة الملحة للتعبير عن التضامن مع المتضررين من المجاعة في غزة.
ردود الفعل
قوبلت الحملة بردود فعل متباينة على منصة “إنستغرام”، حيث تلقت دعماً من بعض المستخدمين وانتقادات لاذعة من آخرين. بعض المعلقين اعتبروا أن المجاعة في غزة هي نتيجة مباشرة لاستخدام الطعام كسلاح، في إشارة إلى الحصار المفروض على القطاع.
البعد الرمزي والسياسي للأزياء
تعتمد الحملة على رمزية الملابس السوداء والأوعية الفارغة لتسليط الضوء على أزمة إنسانية. هذا الأسلوب يبرز قدرة الموضة على نقل رسائل اجتماعية وسياسية، لكنه يثير تساؤلاً حول مدى تأثيره الفعلي مقارنة بالجهود الإنسانية المباشرة.
التصريحات والموقف الإنساني
يظهر البيان التزام الشركة بالقيم الإنسانية والأخلاقية، من خلال التأكيد على التعبير نيابةً عن من لا صوت لهم. ومع ذلك، يظل التساؤل قائمًا حول دوافع الشركة: هل هو تعبير صادق عن التضامن أم خطوة تسويقية لتعزيز العلامة التجارية؟
ردود الفعل المتباينة
التفاعل الإيجابي والسلبي على المنصات الاجتماعية يعكس انقسامات الرأي حول مدى مناسبة استخدام وسائل الأزياء كمنصة للاحتجاج الإنساني، وكذلك حساسيات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني التي تجعل أي موقف إعلامي محل جدل واسع.
التحديات الأخلاقية والإعلامية
الحملة تُظهر تحديات الجمع بين الفن والسياسة والأخلاقيات الإنسانية، خصوصاً حين يتم تسليط الضوء على مأساة حقيقية من خلال محتوى تسويقي. هذا قد يفتح النقاش حول حدود التعبير الفني والسياسي في مواجهة الأزمات الإنسانية.
مقارنة مع مبادرات مماثلة
على الرغم من أن هذه الحملة تعتبر سابقة في نوعها من قبل شركة إسرائيلية، إلا أن هناك مبادرات مشابهة قامت بها شركات ومصممو أزياء عالميون للتوعية بالقضايا الإنسانية. على سبيل المثال، قامت بعض العلامات التجارية بإطلاق حملات لدعم اللاجئين السوريين أو التوعية بأزمة المناخ. ومع ذلك، تظل فعالية هذه الحملات محل تساؤل، حيث يرى البعض أنها قد تكون مجرد خطوات دعائية دون تأثير ملموس على الأرض.
تُظهر حملة “كوم ال فو” قدرة صناعة الأزياء على التأثير في القضايا الإنسانية من خلال الرمزية والتعبير الفني. ومع ذلك، تثير هذه الحملة تساؤلات حول مدى صدق الدوافع والفعالية الحقيقية لمثل هذه المبادرات. يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للأزياء أن تكون أداة فعالة للتغيير الاجتماعي، أم أنها مجرد وسيلة دعائية تستغل القضايا الإنسانية؟