‏آخر المستجداتبقية العالم

إسبانيا تتخذ موقفًا تاريخيًا ضد إسرائيل: حظر الأسلحة ومواجهة الإفلات من العقاب

(كش بريس/وكالات)ـ

شهد اليوم، 8 سبتمبر 2025، تصعيدًا غير مسبوق في العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا، بعدما أصدر رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، مرسومًا حكوميًا يفرض حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، احتجاجًا على العمليات العسكرية التي تشنها الأخيرة في قطاع غزة وما وصفه المجتمع الدولي بـ”الإبادة الجماعية”.

رد فعل إسرائيل كان سريعًا وغاضبًا، إذ اتهمت حكومة نتنياهو إسبانيا بـ”معاداة السامية” وقررت منع دخول الوزيرتين الإسبانيتين يولاندا دياز وسيرا ريغو إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا التصعيد يعكس الأزمة العميقة التي تواجهها إسرائيل عندما تتعرض سياساتها للضغط الدولي المباشر، ويؤكد مدى اعتمادها على الابتزاز السياسي والدبلوماسي للتغطية على عملياتها العسكرية في غزة.

الإجراءات الإسبانية: نقطة تحول دبلوماسية

الحكومة الإسبانية لم تكتف بالبيانات التصريحية، بل أعلنت سلسلة من الإجراءات التي تُشكل تحولًا ملموسًا في السياسات الأوروبية تجاه إسرائيل، من أبرزها:

  1. حظر الأسلحة بموجب القانون الإسباني، ووقف أي تعاون عسكري مع إسرائيل.
  2. إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية المتجهة إلى الأراضي المحتلة، ما يعطل الإمدادات العسكرية المباشرة.
  3. تخصيص 10 ملايين يورو لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتعويض جزء من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
  4. عقوبات دبلوماسية وقيود على التعاون الثنائي، تهدف إلى تقليل النفوذ الإسرائيلي في أوروبا وفرض رقابة دولية على سياساتها العسكرية.
  5. إجراءات إضافية لم تُعلن بعد، من المرجح أن تشمل تجميد بعض الاتفاقيات الاقتصادية ومراجعة السياسات الأمنية المشتركة.

الرسالة: كسر التواطؤ الدولي

رد فعل إسرائيل يظهر بوضوح أن الإفلات من العقاب كان أساسًا لاستمرار العمليات العسكرية. فقد اعتمد نتنياهو على توظيف اتهام المعارضين بـ”معاداة السامية” كوسيلة لتبرير القتل الجماعي، لكن هذه الحيلة لم تعد فعالة أمام موقف إسبانيا الجريء، الذي يُظهر أن الأوروبيين قادرون على اتخاذ قرارات مستقلة تضع حماية المدنيين فوق مصالح التحالفات السياسية التقليدية.

تصريح يولاندا دياز: الكرامة فوق التواطؤ

الوزيرة الإسبانية يولاندا دياز قالت بصراحة: “إنه لأمر يدعو للفخر أن تمنعنا دولة ترتكب إبادة جماعية من الدخول”. هذه الكلمات تحمل رسالة قوية: لا يمكن المساومة على الكرامة الإنسانية، حتى في وجه القوى العظمى.

تداعيات محتملة على الساحة الأوروبية والدولية

إسبانيا اليوم تقدم نموذجًا قد يُلهم دولًا أوروبية أخرى لاتباع سياسة وقف تدفق الأسلحة والأموال التي تغذي العمليات العسكرية في غزة. الخطوة الإسبانية تُعيد النقاش الدولي إلى جوهره: هل ستظل أوروبا متواطئة، أم ستتخذ موقفًا واضحًا ضد المذبحة الإنسانية في فلسطين؟

تاريخيًا، مثل هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى تراجع الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل على المدى المتوسط، مع فتح الباب أمام مراجعات جذرية في سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه الشرق الأوسط.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button