
(كش بريس/ التحرير) ـ أعلن اتحاد كتاب المغرب، نعيه الكاتب التونسي وصديق المغرب الثقافي والإبداعي الكبير، الروائي حسونة المصباحي. وذلك بعد أن تلقى بأسى بالغ، نبأ وفاته، معتبرا إياه أحد رموز السرد التونسي والعربي المعاصر، وصوتًا أدبيًا فريدًا، والذي طبع تجربته الإبداعية والتخييلية بالتنويع والجرأة في التعبير، وبوفاءٍ نادر لقيم الإبداع والحرية.
وقال بلاغ للاتحاد توصلت (كش بريس) بنظير منه، إن الراحل كان صديقًا عزيزًا للمغرب الثقافي والإبداعي، ووجهًا مألوفًا في عديد من تظاهراته الكبرى، خاصة في موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي ظل الفقيد وفيًّا لدوراته، بمثل وفائه لمدينتي أصيلة وطنجة ولفضاءاتهما المحفزة على الكتابة والحياة والليل والسخرية والدعابة والضحك والبهجة، وعلى مدى سنوات، معتزا بحضوره وصداقاته الواسعة، فحصل أن بادلته أصيلة المحبة بالوفاء، وتوجه موسمها الثقافي الدولي روائيا كبيرا.
وأضاف “لم يكن المغرب، بالنسبة إلى الفقيد العزيز، مجرد فضاء جغرافي، بل ظل أفقا إنسانيا وتخييليا ورومانيسكيا، محفزا على الكتابة والتأمل والاستيحاء، استلهم منه بعض نصوصه السردية، وتفاعل مع تحولات المجتمع المغربي، وكتب عن مدنه وظلاله وحكاياته وشخصياته ومذكراته ورحلاته ومشاهداته، وترجم بعضا مما كتبه الآخر عنه، بحبّ من خبر المكان وأهله وسكنه إنسانيا وأدبيًا ووجدانيا”.
وتابع “ما زاد هذه العلاقة رسوخًا، أن حسونة المصباحي، رحمه الله، ظل حريصًا على صداقاته الوثيقة مع الناس الشعبيين، كما هي الحال مع عديد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين المغاربة، فكان جسرًا صادقًا بين الأدب المغربي ونظيره في المغرب العربي، بصدر منفتح، وذوق رفيع، وإخلاص نادر، ونزاهة فكرية رفيعة”.
واعتبر اتحاد كتاب المغرب فقده جللا، إذ يخسر الأدب التونسي والمغربي والعربي أحد أصواته المتميزة والجريئة والمجددة، ويفقد المغرب الثقافي وساكنة أصيلة صديقًا كبيرًا من طينة الوفاء.
وتقدم اتحاد كتاب المغرب، بهذه المناسبة الأيمة، بتعازيه ومواساته الصادقة إلى أسرة الفقيد العزيز، وإلى اتحاد الكتّاب التونسيين، وإلى أصدقاء الكاتب ومحبيه وقرائه في تونس والمغرب وسائر الوطن العربي، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء.