(كش بريس/التحرير)ـ كشف استطلاع حديث أنجزه “البارومتر العربي”، ونشره مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، أن 73 في المائة من المغاربة يعبّرون عن تأييدهم للنظام الديمقراطي، فيما يرى 60 في المائة منهم أن الديمقراطية هي أفضل أنماط الحكم.
وأفاد الاستطلاع، الذي يغطي الفترة 2023-2024، بأن التأييد الصافي للديمقراطية في المغرب ارتفع بـ19 نقطة مئوية مقارنة بنتائج دورة 2021-2022، ما يعكس منحى صعودياً واضحاً في الموقف الشعبي من الديمقراطية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الدعم الشعبي للديمقراطية في المغرب لا يزال راسخاً بل يتزايد، إذ ينظر المغاربة إليها بوصفها منظومة تُعلي من الكرامة عبر تلبية الاحتياجات الأساسية وضمان العدالة والأمان.
وأظهرت المعطيات كذلك تراجع المخاوف من أن تؤدي الديمقراطية إلى تدهور اقتصادي بنسبة 7 نقاط مئوية منذ 2022، وهو ما يعكس تفاؤلاً أكبر بقدرتها على تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وبيّن الاستطلاع أن التأييد للديمقراطية قوي في جميع الدول المشمولة بالمسح، حيث لم تنخفض نسبة الذين يعتبرونها “أفضل شكل للحكم رغم عيوبها” عن 73 في المائة، بينما سجلت الكويت أعلى نسبة تأييد بلغت 85 في المائة، وشهدت كل من الأردن وتونس زيادة معتدلة في التأييد منذ دورة 2021.
كما أوضح التقرير أن مواطني المنطقة لا يفصلون بوضوح بين مفهومي الديمقراطية والكرامة؛ فالديمقراطية لديهم تُقاس بقدرتها على تحقيق نتائج ملموسة أكثر من ارتباطها بالآليات الانتخابية.
وتؤكد نتائج الاستطلاع أنه في البلدان التي تعاني ضغوطاً اقتصادية أو سياسية حادة—مثل تونس والعراق وفلسطين ولبنان—تتقدم الحاجات الأساسية والأمن المعيشي سلم أولويات المواطنين، متقدمة على قضايا سيادة القانون والحقوق المدنية.
وسجّل لبنان الاستثناء الوحيد، حيث تراجع صافي التأييد للديمقراطية بـ7 نقاط مئوية؛ ومع ذلك، لا تزال نسبة معتبرة من اللبنانيين متمسكة بالحكم الديمقراطي مقارنة بالبدائل الاستبدادية.
أما بشأن الانتخابات الحرة والنزيهة، فتبقى في معظم دول المنطقة ضمن أدنى الأولويات باعتبارها ركناً من أركان الديمقراطية والكرامة، باستثناء موريتانيا التي احتلت فيها الانتخابات مرتبة متوسطة الأهمية مقارنة بباقي الدول.
