‏آخر المستجداتفنون وثقافة

افتتاح موسمي لمركز اجتهاد: حوار الإسلام والغرب على وقع قطائع معرفية

ـ عبد الله بوصوف : قراءة معمقة لعلاقة المسلمين بأوروبا ـ

(كش بريس/ بروكسيل)ـ

افتتح مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا موسمه الأكاديمي الجديد (2025-2026) بندوة فكرية متميزة استضاف فيها الدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والخبير البارز في قضايا الفكر والدين والهوية. اللقاء جاء ضمن البرنامج الحواري الجديد الذي أطلقه المركز تحت عنوان “حوار الإسلام والغرب”، ويشرف عليه الأكاديمي الدكتور التجاني بولعوالي، وقد نظمت هذا اللقاء يوم السبت 20 سبتمبر 2025.

تمحورت أشغال هذا اللقاء الافتتاحي حول موضوع العلاقة بين الإسلام وأوروبا في بعدها المعرفي، حيث ركز الدكتور بوصوف على ما سماه بـ القطائع المعرفية التي تعيق بناء فهم متوازن بين الطرفين. وقد تضمن البرنامج أربع فقرات أساسية:

  • الفقرة الأولى: كلمة افتتاحية لرئيس مركز اجتهاد، الدكتور التجاني بولعوالي، الذي قدم فيها نبذة عن المركز وأنشطته البحثية والعلمية، من ندوات ولقاءات فكرية وحلقات نقاش، إلى ورشات تكوينية وإصدارات أكاديمية، وعلى رأسها مجلة اجتهاد للدراسات الإسلامية والعربية في أوروبا.
  • الفقرة الثانية: مداخلة الدكتور عبد الله بوصوف، الذي أكد أن العلاقة بين الإسلام والغرب تشوبها أربع قطائع معرفية أساسية؛ اثنتان تخصان المسلمين واثنتان تخصان الغرب. فمن جهة المسلمين، يرى بوصوف أن الخلل الأول يتمثل في محدودية معرفتهم بدينهم، إذ يختزل كثير منهم الإسلام في نمط واحد من التدين، فيفوتون بذلك فرص إيجاد أجوبة عميقة للأسئلة الجديدة التي يطرحها المجتمع. أما الخلل الثاني فيكمن في ضعف فهم المسلمين لسيرورة العلاقة بين الدين والمجتمع الغربي وتطوراته التاريخية والفكرية، مما يجعلهم غير قادرين على مخاطبته بالعمق المطلوب.
    من جهة الغرب، أشار بوصوف إلى أن الاستشراق القديم، رغم ملاحظاته، كان يوفر معرفة علمية باللغة العربية وبالإسلام، لكن هذا الاهتمام تراجع اليوم لصالح مقاربات سطحية تعتمد فقط على علم الاجتماع والسياسة والإعلام، حيث تختزل صورة الإسلام في ظواهر مثل الحجاب والتطرف والإرهاب. وهذا ما ساهم في تكريس صورة مشوهة لا تعكس جوهر الدين الإسلامي.
  • الفقرة الثالثة جاءت في شكل حوار تفاعلي بين الدكتور بوصوف والمشرف على اللقاء الدكتور بولعوالي، تناول قضايا دقيقة مرتبطة بالقطائع المعرفية وسبل تجاوزها.
  • الفقرة الرابعة، فسح فيها المجال لنقاش مفتوح، شارك فيه الحضور بأسئلة وملاحظات نوعية أغنت اللقاء وعمّقت النقاش حول التحديات الراهنة للعلاقة بين الإسلام والغرب.

وفي الأخير، اعتبر الدكتور بوصوف أن تجاوز هذه القطائع لن يتحقق إلا عبر تقاسم المسؤولية بين الطرفين، وتعميق المعرفة المتبادلة بشكل مسؤول، بما يسهم في بناء فهم أكثر توازناً وتصحيح العديد من الصور النمطية السائدة.

تميز اللقاء بحضور وازن من باحثين وطلبة وأساتذة ومهتمين بالشأن الديني والثقافي، الذين تابعوا باهتمام الطرح الفكري العميق للدكتور بوصوف، المستند إلى خبرته الأكاديمية وإلى تجربته العملية من خلال تسيير مجلس الجالية المغربية بالخارج.

بهذا النشاط الافتتاحي، يكون مركز اجتهاد قد دشن موسمه الأكاديمي الجديد على وقع حوار فكري خصب جمع بين النظرية والتجربة الميدانية، وعكس طموحه في ترسيخ موقعه كمنصة علمية وأكاديمية تعنى بدراسة قضايا الإسلام في أوروبا، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button