
(كش بريس/التحرير)ـ يُواصل المشروع الثقافي والفكري الذي تمثله الجامعة الشعبية المغربية رسم ملامح تجربة استثنائية في المشهد الأكاديمي والمدني بالمغرب، من خلال إصرارها على جعل المعرفة فعلاً تحرريًا جماعيًا لا حكراً مؤسساتياً أو نخبوياً. فقد أعلن رئيس الجامعة، الدكتور مصطفى المريزق، عن انطلاق التحضيرات للموسم الجامعي 2025-2026، الذي يصادف الذكرى العاشرة لتأسيس هذه المبادرة المواطِنة الفريدة، والتي تسعى إلى إعادة الاعتبار لفكرة الجامعة كفضاء عمومي للتنوير والمشاركة، لا كمجرد مؤسسة أكاديمية تقليدية.
ويأتي هذا الموسم الجديد ليكرّس الرؤية الإنسانية التقدمية التي تتبناها الجامعة، عبر توسيع دائرة النقاش حول قضايا المواطنة والكرامة والمعرفة، مستثمرة شعارها الجوهري: “الحق في المعرفة للجميع، كحق من حقوق الإنسان”. ومن المنتظر أن يشهد الافتتاح الرسمي يوم الجمعة 14 نونبر 2025 بمكناس، بمشاركة الدكتور حسن طارق، وسيط المملكة، الذي سيؤطر الدرس الافتتاحي، في إشارة رمزية إلى التلاقي بين الفكر النقدي والممارسة المؤسساتية في خدمة المصلحة العامة.
هذا الحدث لا يعبّر فقط عن تقويمٍ لمسار عقد من العمل الفكري، بل يشكّل تجسيداً لمشروع بديل في إنتاج الوعي العمومي، حيث تلتقي الجامعة الشعبية مع رهانات العدالة المعرفية، وتقاوم من موقعها الهشاشة الثقافية والفكرية التي تعصف بالمجتمعات الحديثة في زمن الرقمنة والاستهلاك السطحي للمعرفة.
إن الجامعة الشعبية المغربية، في بعدها التنويري، تؤسس لمرحلة جديدة من تحرير الوعي الجمعي من قيود التخصص الضيق ومنطق السوق، وتعيد الاعتبار للفكر النقدي بوصفه طاقة اجتماعية قادرة على ترميم الثقة بين المثقف والمجتمع، بين الجامعة والشارع، وبين الفكرة والفعل.
ولعلّ هذا المسار المتراكم من المحاضرات والورشات واللقاءات التي احتضنتها الجامعة طيلة السنوات الماضية، يؤكد أن الفعل الثقافي ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية لمجتمع يسعى إلى أن ينهض على قاعدة الوعي والمعرفة.





