
د نوح رابي*
الذكاء الاصطناعي سيكون في نظري الخاص آخر إبداع بشري قبل نهايته ، بلغة ألبرت أينشتاين وهذه عبارة تحمل في طياتها طابعًا دراميًا وتثير الكثير من النقاش والتساؤلات فالذكاء الاصطناعي هو بالتأكيد إنجاز مذهل للإنسان على هذه البسيطة، لكن هذه العبارة تعكس قلقًا حول كيفية تأثير هذه التكنولوجيا على المستقبل وعلى العلاقات الاجتماعيه والسياسة والثقافة وطرق التفكير والسيطرة على كل شيء . البعض قد يرى أن الذكاء الاصطناعي يملك القدرة على تجاوز البشرية في بعض الجوانب، مثل السرعة في التحليل أو معالجة البيانات وتسهيل الابتكار والتواصل واعداد كل ما نريده ، ولكن التكنولوجيا والرقمنة بحد ذاتها ليست خطرة بل الخطر يكمن في كيفية استخدامها وإدارتها وخلق قيم جديدة تحمينا من خطره المرقمن على سلوكنا الخوارزمي بلغة “الشكداليات”.
من المهم دائمًا أن نسعى لتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي ليكون أداة تعزز من حياة البشر، وتحل مشكلات معقدة، بدلاً من أن تكون مصدرًا للتهديد والاستيلاب .، الحوار المستمر حول الأخلاقيات والسيطرة عليه سيضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية وليس عكس ذلك.
وجاء تخصصنا علم النفس الايجابي ليقف الى جانب هذا الغزو الرقمي ليعيد النظر في مجموعة من القيم : كالروح الجماعية ومفهوم السعادة والمعنى في الحياة والتدفق والحب والامتننان والابداع …
فهل تعتقد أن البشرية يمكنها تحقيق التوازن بين الابتكار والتحديات التكنولوجيا وعلم النفس الايجابي الحديث ؟
* باحث في علم النفس





