
(كش بريس/ التحرير)ـ في سياق عالمي يتسم بارتفاع الطلب على الأسمدة وتزايد الحاجة إلى حلول زراعية مستدامة، واصل المجمع الشريف للفوسفاط (OCP) ترسيخ مكانته كقوة إنتاجية ومالية رائدة، معلناً عن نتائج نصف سنوية لافتة تؤكد متانة استراتيجيته الصناعية والبيئية. فقد سجلت المجموعة المغربية أرقاماً قياسية على مستوى المبيعات والأرباح، مستفيدة من دينامية السوق الدولية ومن تحولات كبرى في مجال الطاقة الخضراء والابتكار التكنولوجي، لتبرهن مجدداً على قدرتها على الجمع بين النمو الاقتصادي والتحول البيئي في آن واحد.
أداء مالي وتشغيلي قوي
أبرزت المؤشرات ارتفاع الربح الخام قبل خصم الفوائد والضريبة والاستهلاك (EBITDA) إلى 18.61 مليار درهم بهامش ربح بلغ 36%، فيما استقرت نفقات الاستثمار عند 15.16 مليار درهم، ما يعكس كفاءة تشغيلية عالية وقدرة على ضبط التكاليف رغم تقلب أسعار المواد الأولية. وأكد مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجموعة، أن هذه النتائج تترجم مرونة المنظومة الصناعية وقوة الشبكة التجارية التي تستند إلى قاعدة زبائن دولية واسعة.
طلب عالمي متصاعد
استفادت المجموعة من ظرفية سوقية مواتية، إذ سجلت الهند طلباً استثنائياً جعلها أكبر مشترٍ لأسمدة “TSP”، بينما شهدت أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا انتعاشاً لافتاً. وأسهم هذا الزخم في زيادة صادرات الصخور الفوسفاطية بنسبة 125%، والأسمدة الفوسفاطية بـ16%، مقابل تراجع طفيف في مبيعات الحمض الفوسفوري.
سيولة مريحة وتمويلات استراتيجية
ارتفعت السيولة النقدية إلى 23.25 مليار درهم مع استقرار الرافعة المالية عند 2.45 مرة، ما منح المجموعة قدرة على تعبئة تمويلات ضخمة. وقد نجح إصدار سندات دولية بقيمة 1.75 مليار دولار في جذب إقبال استثنائي تجاوز أربع مرات حجم العرض، مؤكداً ثقة المستثمرين في استراتيجية OCP الممتدة إلى 2030.
استثمار أخضر وتحول طاقي
تواصل المجموعة تنفيذ برنامج استثماري أخضر بقيمة 13 مليار دولار للفترة 2023-2027، يستهدف استخدام 100% من الطاقة النظيفة والمياه غير الاعتيادية بحلول 2027، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2040. في الإطار ذاته، وُقِّعت اتفاقيات تمويلية مع الوكالة الفرنسية للتنمية (350 مليون يورو) وSACE الإيطالية (365 مليون يورو)، إلى جانب تعزيز قدرات تحلية المياه ورفع إنتاج الأمونياك الأخضر.
توسع صناعي وهيكلي
يتقدم برنامج “HUB TSP” في الجرف الأصفر بوتيرة سريعة، مع تشغيل أول خط إنتاج وتوسيع وحدات الحمض الفوسفوري بتقنيات حديثة، إضافة إلى مشاريع منجمية جديدة في بن جرير ولوطة. كما عززت OCP حضورها في سوق تغذية الحيوانات باستحواذها على 75% من شركة GlobalFeed الإسبانية.
تُظهر هذه المؤشرات أن المجمع الشريف للفوسفاط لم يكتفِ بتأمين موقعه كأكبر منتج عالمي للفوسفاط، بل يتحول تدريجياً إلى فاعل طاقي أخضر ومبتكر، يربط بين النمو الاقتصادي وحماية الموارد الطبيعية. فارتفاع الأرباح والسيولة المريحة وتنوع التمويل الأخضر يعكس جميعها قدرة المجموعة على التكيف مع تحولات السوق العالمية، وترسيخ المغرب لاعباً محورياً في أمن الغذاء والطاقة المستدامة.