‏آخر المستجداتفنون وثقافة

الشاعرة العلوي: الدكتورة حسيني عالمة الحجة بمقام السمو والخلود

——————–

لو تأنس الكلمات بهذا الزخم العظيم من السخاء، الحلم المشرق في ذرى الوفاء، حيث يطيب القول وينحني حييا واجما، كأنه نظام قلبي لا تجرفه الأمنيات ولا الآثار الباقيات من فراديس الرضى والعرفان.

الكلمات نفسها، التي اعتقلت لساني، قبل أن يتفكر القلب ويتعذر، ويألو ما استطاعته أسفاره وموحياته، ليخط هذا القليل الدافئ، مستمسكا بحضور رمزي وبرد نافر يصلي وجدان الزمان وينثني في بحبوحته السكرانة المتوترة. كأنه سكر من رحيق مراكشي، لا يجهد نفسه من مشقة الحديث عن أخت وأستاذة عالمة في مقام الدكتور فاطمة حسيني، كأنه يطلب نارا من مشعل نور، أو حالة عطش صيفي كالذي يوتر جهاده الروحيّ النفسي بفطامِها عن التشهي، دون أن يصل الموصول ويرقى المرتقي ويشفي الغليل في واسع الإبداع والصفاء واشتمال المحبة والإيجاب.

ها أنا أقع في جب المخافة، أن يؤول بي الكلام /البوح، إلى الغفل عن قول الشهادة كما طلب مني، بيد أن تكريس هذا الانسحاب الفاخر اللذيذ إلى كنه ما يعلو عن الكلام الفارق، هو انطباعه في النفس، وانبجاسه في فورة السعادة باللقيا، تماما كما الشعر ينفلت خفيفا مكتنزا بعبوات الانطلاق، دون مراوغة أو تخف.

فالشعر في مثل هذه المناسبات، أو حتى ظلاله المرتجفة والمتجافية عن مآلاتها وتضاريسها المقطوعة من حتمية الزمن، ومظهرية الوجود، هو ترويض للذاكرة، وتحويم بصري عميق، لكل ما هو جميل ومشرق..

وأعتقد أن قولي هنا، وبرقة الحجب التي تسمي الأسماء بمسمياتها، ونبل القدر الذي يجمع هذه الصفوة الصافية، من أهل الفكر والثقافة، سيمنحني العذر للاصطلاء بمقامات ظرفاء النثر التاريخيين ونظرائهم من ألسنية نظامي السحر وعيون القول، ممن قال فيهم الكبير زكي مبارك :”إنهم يفتلون فن الشعر المذعون بنافل التصوف وقطبه، فهو لون من التعبير عن العواطف وباب من الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص”.

أنثر الزهور ولا أفشيها،

وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ

تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ

محبتي التي لا تبلى بقدر عفيف لا ينضوي بغير صرف ولا تصريف، وأبلغ المعاني لسيدة العربية مشرقة بالعرفان، ودائمة الاقبال والعطاء والسخاء والإبداع المستمر.


*الكلمة التي ألقتها الشاعرة لالة مالكة العلوي في حق الباحثة الدكتورة فاطمة حسيني، أستاذة التعليم العالي بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، خلال الندوة العلمية والفكرية والاحتفائية التي نظمها مركز الناقد في موضوع:” تعليم اللغة العربية وتعليمها لغة ثانية في ضوء المستجدات الحديثة” بكلية اللغة العربية مراكش. السبت 21 يونيو 2025

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button