‏آخر المستجداتفنون وثقافةلحظة تفكير

عبد الله العلوي: نـرى دماءهـم تـراق ورؤوسهم مقطوعة ـ النشيد الصهيوني ـ

كان من أهم المطالب التي تقدمت بها حكومة الإرهابي مناحيم بغين أثناء محادثات كامب ديفيد 1979 إلى الرئيس المصري الأسبق أنور السادات تغيير النشيد الوطني الذي كتبه صلاح جاهين، ولحنه كمال الطويل، وعنوانه زمان يا سلاحي. فقد أكدوا للرئيس –المغتال في 1981– أن المرحلة مرحلة سلام، والنشيد يدعو إلى السلاح والاستعداد للحرب، فلا داعي لهما معا، وهو ما عبر عنه هذا الرئيس بآخر الحروب أي حرب أكتوبر 1973. كان هذا الرئيس في خطاباته آنئذ يؤكد أن %99 من الحل في يد واشنطن، وأن مصر إذا أبرمت سلام مع الكيان الصهيوني ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية ببرمجة مشروع مارشال جديد لصالح القاهرة، كما برمجته بعد الحرب العالمية الثانية 1939-1944 لصالح أوروبا المنهكة بالحرب، فأمر هذا الرئيس بتغيير النشيد –زمان يا سلاحي– بنشيد آخر، ومن المشهور عن هذا الرئيس الأسبق في مصر كراهيته للقراءة أو دراسة الملفات، وحسب مستشاريه كان يبعد الملفات عنه زاعما /صارخا ابعدوا هذه الملفات عني التي قتلت جمال عبد الناصر!.

كان النشيد الوطني زمان يا سلاحي بعد حرب السويس في 1956 ضد مصر ردا على تأميم قناة السويس، وهي الحرب التي شاركت فيها بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني، و زمان يا سلاحي الذي اختارته القيادة المصرية بزعامة جمال عبد الناصر، يقول:

  والله زمان يا سلاحي          اشتقت لك في كفاحي

انطلق وقول أنا صاحي          يا حرب والله زمان

وقد ظل هذا النشيد الوطني الرسمي لمصر من 1958 إلى 1979، وبعد مرحلة كامب ديفيد اختارت القيادة المصرية الجديدة في نفس السنة 1979 نشيدا جديدا يعود زمنه إلى بداية القرن العشرين، وكانت كلمات هذا النشيد قد كتبها الشاعر /الشيخ محمد يونس القاضي ومن ألحان سيد درويش، ويقول:

              بــلادي بـــلادي لك حـــبي وفـــؤادي

مصر يا أم البلاد أنت غايتي والمراد

كان النشيد قد لحن وكتب في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي كأغنية فقط ، بينما ثم اعتباره نشيدا وطنيا بالإشارة إلى أن مصر لا يهمها إلا نفسها، لكن تم التغني به من طرف الشعوب العربية بطريقة أخرى:

              بــلادي بــلادي لك حبــي وفـــؤادي

              فلسطين يا أم الجدود إليك لابد نعود

إن الموافقة على تغيير نشيد زمان يا سلاحي وبالسرعة التي تم بها من طرف رئيس مصر الأسبق، تدل على أن المطلب المضاد والطبيعي والعادي هو أن يطلب هذا الرئيس تغيير النشيد الصهيوني على الأقل، لكن يبدو كونه لم يسمعه أو لم يقرأ الملفات التي قدمت له في هذا الشأن أو أن لا أحد عرف أصلا كلمات النشيد الصهيوني! بل أن الكثيرين من الذين زاروا فلسطين المحتلة وسمعوا النشيد          أو موسيقاه تجاهلوا كلماته أو لا يدركونها  أصلا، فماذا يقول النشيد الصهيوني؟:

       طالما تكن في القلب نفس يهودية

       تحن للأمام، نحو الشرق

       هدفنا لم يصنع بعد

حلم ألف عام لأجل أرضنا

أرض صهيون وأورشليم

ليرتعد من هو عدو لنا

ليرتعد كل سكان مصر وكنعان

ليرتعد سكان بابل

فاليخيم على سمائهم الذعر والرعب منا

حين نغرس رماحنا في صدورهم

ونرى دماءهم تراق

وؤروسهم مقطوعة

وعنذئذ نكون شعب الله المختار

ومن خلال هذا الكلام الدموي يمكن لأي ذي عقل أن يفهم مقولة الخليفة عمر بن الخطابض-: “لا تؤمنوهم وقد خونهم الله“.

ـ باحث

‏مقالات ذات صلة

Back to top button