‏آخر المستجدات‏المرأة وحقوق الانسان

الصويرة على موعد مع منتدى مثير للجدل… ناشطات يدعون إلى المقاطعة

(كش بريس/التحرير)ـ في خضم تصاعد التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، اندلع جدل واسع عقب إعلان تنظيم المنتدى العالمي للنساء من أجل السلام في مدينة الصويرة منتصف شتنبر الجاري. فقد اعتبرت ناشطات نسويات من بلدان متعددة، من بينها المغرب، أن هذا المنتدى ليس سوى واجهة لخطاب يهدف إلى تبييض صورة الاحتلال الإسرائيلي، عبر تقديمه في ثوب “السلام” و”التقارب الإنساني”، وهو ما دفعهن إلى إطلاق نداء دولي لمقاطعته.

ويوضح النداء الذي اطلعت عليه (كش بريس) أن الحركة المذكورة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، اعتمدت خطاباً إنسانياً مضللاً يساوي بين الضحية والجلاد، ويختزل الاستعمار في نزاع متعادل بين “طرفين متنازعين”. هذا التوجه، وفق الموقعات، يطمس حقيقة عدم التكافؤ بين قوة استعمارية مدججة بالسلاح وشعب يكافح من أجل البقاء.

وتذهب الوثيقة إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن خطاب الحركة يمارس شكلاً من التواطؤ الناعم، إذ يضع في ميزان واحد داعمي المجازر الإسرائيلية وحركة التضامن الدولي مع فلسطين، في محاولة لشرعنة مقاربة “سلامية” تلغي جذور القضية: الاحتلال وتحرير الأرض. كما يُسخّر مبدأ الأختية النسوية لفرض تعاون قسري بين نساء فلسطين ونساء إسرائيل، متجاهلاً الدور التاريخي للمرأة الفلسطينية في المقاومة والنضال التحرري.

النداء يربط أيضاً هذه المقاربة بما يسميه “توظيفاً إمبريالياً للنسوية”، عبر استخدام لغة المساواة والسلام لتبرير الحروب وتبييض الاستعمار. ففي الوقت الذي يتم الترويج لقرار مجلس الأمن 1325 بشأن مشاركة النساء في عمليات السلام، يجري إنكار الحقوق الأساسية التي أقرتها الأمم المتحدة للشعب الفلسطيني، من حق تقرير المصير إلى شرعية مقاومته، بينما يُوصَف نضاله بالإرهاب وتُخفَّف لغة الإدانة تجاه الجرائم الإسرائيلية حتى لا تُسمى إبادة جماعية.

ويحذر النداء من أن المنتدى المزمع بالصويرة ليس سوى جزء من هذه الاستراتيجية، إذ يسعى إلى إضفاء شرعية على التطبيع العربي مع إسرائيل وإلى إعادة تشكيل السردية النسوية الدولية بعيداً عن تقاليدها المناهضة للإمبريالية والداعمة للتحرر. لذلك، اعتبرت الناشطات أن أي دعوة إلى السلام لا تقترن بدعم واضح لحق الشعب الفلسطيني في التحرير تبقى مرفوضة.

النداء حظي بتوقيع شخصيات نسوية بارزة وهيئات من المغرب، بينها لطيفة البوحسيني، سعاد البراهمة، فاطمة التامني، هاجر الريسوني، سارة سوجار، واتحاد العمل النسائي، إضافة إلى أسماء ومنظمات من تونس وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وكندا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة وساحل العاج والجزائر وغيرها.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button