
(كش بريس/فاروق فندي) ـ جاء فوز الكوكب المراكشي على اتحاد يعقوب المنصور بنتيجة (2–1) كالتقاطٍ لأنفاس فريق ظل يبحث عن ذاته وسط بدايات مرتبكة في الدوري الاحترافي.
فمنذ انطلاقة الموسم، بدا “فارس النخيل” في حاجة إلى جرعة ثقة أكثر من حاجته إلى النقاط، وجاءت مباراة الجولة الخامسة لتمنح هذا التوازن المؤقت بين الأداء والنتيجة.
على المستوى التقني، أظهر الكوكب انضباطًا تكتيكيًا محسوبًا في الشوط الأول، حيث نجح في تحويل السيطرة الميدانية إلى أهداف فعلية: الأول بتوقيع حمزة الجناتي بعد ضغط منظم في الدقيقة 18، والثاني من إسماعيل محراب في الدقيقة 44 بعد ارتباك دفاعي استثمره الفريق بذكاء. غير أن التراجع المبالغ فيه مع بداية الشوط الثاني سمح للخصم بالعودة جزئيًا عبر هدف مهدي بالوق في الدقيقة 53، وهو ما أعاد التوتر إلى المباراة حتى صافرة النهاية.
إحصائيًا، ارتفع رصيد الكوكب إلى 4 نقاط من أصل 15 ممكنة (بنسبة 26%)، وهي حصيلة متواضعة لكنها كافية لكسر سلسلة التعثرات، ولبعث رسالة ضمنية بأن الفريق بدأ يستعيد حدوده الدنيا من التوازن. في المقابل، يواصل اتحاد يعقوب المنصور نزيف النقاط، متذيلاً الترتيب بنقطتين فقط، بمعدل 0.4 نقطة في المباراة، وهو مؤشر على أزمة تنظيمية وفنية تحتاج لمراجعة جذرية.
على المستوى النقدي، يمكن اعتبار الفوز بداية مسار وليس نهاية أزمة؛ فالمباراة أظهرت أن الفريق يمتلك عناصر قادرة على بناء اللعب، لكنه لا يزال يفتقد إلى النجاعة الذهنية في الحفاظ على الإيقاع والضغط العالي طيلة اللقاء.
أما من الناحية الرمزية، فإن هذا الانتصار في مراكش ليس مجرد ثلاث نقاط، بل إعلان نية العودة إلى الذات الرياضية لمدينة اعتادت المجد الكروي، لا البحث عن النجاة المؤقتة.