‏آخر المستجداتالمجتمع

المتصرفون التربويون يصعدون.. حملت الوزارة مسؤولية الاحتقان والاستهتار بحقوق الشغيلة

(كش بريس/التحرير)ـ ردا على ما اعتبرته “انتكاسة خطيرة” والتي يعرفها قطاع التربية الوطنية، و”الصمت المريب” لوزارة التربية الوطنية إزاء مطالبها، قررت نقابة المتصرفين التربويين تصعيد في برنامجها النضالي، مشددة على استمرارها في مقاطعة شاملة لمشاريع الوزارة، وعلى رأسها ، مشروع المؤسسة المندمج، ومؤسسات الريادة، متوعدة بتقديم استقالات جماعية من جمعيات دعم مدرسة النجاح.

وطالبت التنسيقية، في بيان توصلنا بنسخة منه، الحكومة إلى التدخل الفوري لوضع حد لما أسمته “نزيفا ينذر بمزيد من الاحتقان”. محملة الوزارة الوصية المسؤولية الكاملة عن الأزمة الراهنة، معتبرا أن سياساتها أدت إلى “الاستهتار بحقوق الشغيلة التعليمية وضياع المصلحة الفضلى للتلاميذ”.

وأفادت ذات الجهة، أن نهج الوزارة المتمثل في “التهميش والإقصاء” و”التنصل من الاتفاقات السابقة”، قد زعزع أسس الثقة داخل المنظومة التعليمية ونسف بشكل كامل “خارطة الطريق” وما جاءت به من مشاريع إصلاحية.

وأكدت النقابة أن هذا الوضع يعكس غياب الإرادة الحقيقية للإصلاح، ويكرس سياسة “الارتجال والتخبط” التي تطبع تدبير مختلف المحطات والعمليات التي يشرف عليها القطاع.

كما عبرت النقابة عن استنكارها “ازدواجية معايير الوزارة في الحوار القطاعي”، وإقصاءها الممنهج لنقابة المتصرفين التربويين من المشاركة في بلورة وإقرار النصوص التنظيمية المرتبطة بالنظام الأساسي الجديد، وهو ما اعتبرته يتعارض بوضوح مع المقاربة التشاركية والمبادئ الدستورية.

وأكدت على أن هذا التغييب للفاعلين الأساسيين يعكس رغبة في تمرير نصوص تنظيمية لا تستجيب لتطلعات الفئة ولا تخدم الإصلاح المنشود، بل تهدف إلى تكريس واقع متجاوز يهدف إلى مزيد من السيطرة والوصاية على المنظومة التربوية، وهو ما يتعارض مع الرؤية الإصلاحية التي نصت عليها وثائق مرجعية أساسية كالميثاق الوطني للتربية والتكوين والقانون الإطار 51-17.

وأدانت التنسيقية التضييق على الممارسة النقابية ومحاولات لثني المناضلين عن تنفيذ خطواتهم الاحتجاجية عبر أساليب تهديدية وابتزازية دنيئة”، وفق تعبير البيان.

وقالت أيضا أن هذه الممارسات يعتمدها بعض المسؤولين الإقليميين في عدد من المديريات، من بينها سيدي سليمان، صفرو، فاس، سيدي قاسم، الحوز، إفران، الخميسات، وزان، الرشيدية، تاونات، الناظور، الصويرة، والفقيه بن صالح، محذرة من مغبة الاستمرار في نهج هذه الأساليب التي وصفتها بـ “البائدة”.

وحذرت من خضوع الوزارة لأطراف تسعى إلى استدامة وضع نشاز، مبرزة أن هذا الوضع كان أحد الأسباب الرئيسية في تراكم الفشل والخيبات المتتالية داخل المنظومة وتفويت فرص تاريخية لإصلاح حقيقي. وأوضحت أن هذه الأطراف تعمل على صياغة “نصوص تنظيمية على المقاس” بهدف الهروب من مبدأ “الحق مقابل الواجب” وتكريس الانفلات من مبدأ “ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

وأكدت النقابة استهجانها تنصيب بعض الأطراف نفسها مدافعة عن المنظومة عبر شعارات رنانة، بينما هي في الحقيقة تخفي وراءها “الرغبة في الحفاظ على شبكة المصالح الذاتية والشخصية الضيقة”. مجددة تشبثها بملفها المطلبي في شموليته، واضعة على رأسه مطلبا محوريا يتمثل في “إقرار نظام أساسي خاص بهذه الفئة”، تنزيلا لتوصيات المجلس الأعلى للتعليم. وأكدت أن خطواتها النضالية، بما فيها المقاطعات المستمرة، قد أحدثت “ارتباكا خطيرا داخل الوزارة وهياكلها” في تنزيل مشاريع الإصلاح، نتيجة سياسة التجاهل والتدبير العشوائي.

وخلصت إلى التأكيد على أن المتصرف التربوي هو “القلب النابض للمدرسة العمومية”، نظرا لمساهماته المحورية في إنجاح كل مشاريع الإصلاح. حسب تعبيرها دائما.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button