‏آخر المستجداتالرياضة

النادي الملكي للتنس بمراكش: ذاكرة من المنجز واستشراف لآفاق التميز

(كش بريس/التحرير)ـ

يُعدّ النادي الملكي للتنس بمراكش نموذجًا في الحكامة الرياضية الرصينة التي استطاعت أن تمزج بين أصالة التسيير ومتانة التخطيط الاستراتيجي، تحت قيادة رئيسه عزيز التيفنوتي وفريقه الإداري الذي برهن على كفاءة عالية في تدبير الموارد والرهانات، وفي تحويل الطموح إلى منجزات ملموسة ذات إشعاع وطني ودولي.

لقد تمكنت الإدارة من ترسيخ ثقافة التميز عبر سياسة تواصلية منفتحة، ومقاربة تنموية تجعل من رياضة التنس رافعة لتربية الأجيال وصناعة القيم، لا مجرد ميدان للمنافسة.

ومن بين المكتسبات التي تجسد هذا المسار النوعي، بروز النادي كمحور رئيس في احتضان كبريات التظاهرات، وفي مقدمتها كأس الحسن الثاني والدوري الوطني السنوي للتنس، اللذان صارا عنوانين على الحضور المغربي المرموق في خريطة التنس العالمية. كما شكلت أكاديمية التنس التابعة للنادي أحد أبرز مشاريع التأطير الرياضي في المغرب، إذ تحتضن أزيد من 300 منخرط من فئات عمرية تبدأ من أربع سنوات، تحت إشراف طاقم تقني محترف يزاوج بين التكوين المهاري والتربية الرياضية المتكاملة.

إنّ النتائج المتحققة من تتويجات الشباب واليافعين في بطولات المغرب، إلى إشعاع النادي في بطولات الفرق الوطنية — ليست صدفة عابرة، بل ثمرة رؤية إدارية متماسكة تنبني على التخطيط، والاستمرارية، وتثمين رأس المال البشري. ومن ثمّ فإنّ دعم هذا المسار يقتضي توطيد الثقة في القيادة الحالية، وصيانة النسيج الإداري الذي راكم التجربة، ضمانًا لاستدامة النجاح واستمرار إشعاع النادي في المحافل الدولية.

وقد شكّلت الدورة التاسعة والثلاثون من جائزة الحسن الثاني الكبرى للتنس، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، لحظة تتويج رمزية لمسار التألق هذا، لما عرفته من مشاركة لاعبين من الطراز العالمي، ولما أظهره التنظيم من نضج واحترافية عالية جعلت من الحدث أيقونة رياضية إفريقية فريدة، لكونه البطولة الوحيدة في إفريقيا المدرجة ضمن أجندة 250 ATP، ما يعزز مكانة مراكش كعاصمة رياضية تحتفي بالكرة الصفراء بروح ملكية مغربية أصيلة.

إنّ النادي الملكي للتنس بمراكش لا يختزل قصته في سجل من الألقاب فحسب، بل في رؤية مؤسساتية متجذرة في ثقافة الاستمرارية، تستلهم قيم الوفاء، وتؤمن بأن الرياضة مشروع وطني في خدمة التنمية، والإنسان، والهوية المغربية الحديثة. في عمق مدينة مراكش، حيث تمتزج العراقة بروح التجدد، يظل النادي الملكي للتنس أكثر من مجرد فضاء رياضي؛ إنه مرآة لهوية المدينة في بعدها الكوني، وجسر بين المغرب وأفقه الإنساني الرحب. فكل ضربة مضرب على أرضه الحمراء هي نبض ذاكرة ووعد بالمستقبل، وكل دورة من دوراته هي تجديد للعهد مع قيم التفوق والانفتاح التي أرادها الوطن لنفسه.

إن الحفاظ على هذا الإرث لا يكون بالاحتفاء بالماضي فقط، بل بالمثابرة على صيانته وتطويره، حتى تبقى مراكش، كما كانت دومًا، عنوانًا للنبالة الرياضية وللسمو الثقافي، حيث تتحول الرياضة إلى فعل حضاري، يعانق العالم من بوابة المغرب.

وهي مناسبة، لمواكبة الانتخابات الاستثنائية، التي سيجري تنظيمها يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، حيث ستتنافس قائمتان للظفر بتسيير الولاية المقبلة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button