‏آخر المستجداتبقية العالم

بلدية إسبانية تصدر قرارا يقضي بمنع إحياء شعائر المسلمين واحتفالاتهم الدينية وحكومة مدريد ترفض

(كش بريس/خاص)ـ أعلنت الحكومة الإسبانية، رفضها قرار بلدية بلدة خوميلا في إقليم مورسيا القاضي بمنع المهاجرين المسلمين من إحياء شعائرهم والاحتفال بالأعياد الدينية في منشآت البلدية مثل القاعة المغطاة.

وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن القرار جاء مباشرة بعد أعمال عنصرية خطيرة في مورسيا، حيث تزعممت أحزاب يمينية متطرفة هذا النهج العنصري، وبخاصة الحزب القومي المتطرف فوكس، الذي تقدم مؤخرا بمقترح في مجلس البلدية ينص على منع المسلمين من استعمال المنشآت العمومية للمدينة الصغيرة، ذات 27 ألف نسمة منهم 13400 مهاجر مسلم غالبيتهم من المغاربة، مثل القاعة المغطاة خلال عيد الفطر وعيد الأضحى ومناسبات دينية أخرى. ووافق الحزب الشعبي اليميني المحافظ على المقترح لأن رئاسة البلدية تعود إليه.

وأضافت ذات المصادر، أن البلدية التي يسيطر عليها يمينيون ومتضامنن مع الحزب الفاشي، قد صادقت على القرار الذي ااعترضته الإدارة المركزية الإسبانية بمدريد، حيث لا زالت تعيش الجارة الشمالية جدلا سياسيا وثقافيا قويا بين مؤيد وهم الأقلية وبين معارض للقرار وهم الغالبية.

وكانت غالبية الأحزاب السياسية قد أعلنت معارضتها القرار إياه، كما نددت به الحكومة واعتبرته بمثابة إرساء لثقافة معاداة التسامح والعيش المشترك، ويبقى المثير هو أن الكنيسة الإسبانية اتخذت بدورها موقفا رافضا للقرار، وطالبت بحرية التدين، مما جعلها عرضة لانتقادات قوية من اليمين القومي المتطرف الذي عادة ما يدافع عن الكنيسة.

وأفادت جريدة الباييس اليوم الاثنين، أن الحكومة المركزية راسلت المصالح البلدية من أجل إلغاء هذا القرار، وترى فيه أنه ”يمكن ملاحظة التمييز المتعمد في نص القرار وكذلك في تصريحات المتحدث باسم حزب فوكس، الذي تفاخر بحظر الاحتفالات الإسلامية، ويضيف “نحن أمام انتهاك جديد للحقوق والحريات الأساسية من قبل الحكومات المحلية والإقليمية اليمينية واليمينية المتطرفة، حيث يتعين على الحكومة الإسبانية التدخل لصالح الدستور“. مضيفة: ”سنحارب سياسيًا وقانونيًا أي مبادرة تحاول تقويض الحقوق والحريات وإدخال إسبانيا في ديناميكية استبدادية، على غرار البلدان الأخرى التي احتلت فيها اليمين المتطرف مناصب حكومية“.

وفي توضيح أكثر لموقف الحكومة، أكد وزير الرئاسة، فيليكس بولانيوس، على حسابه في إكس ”في مواجهة الانجراف المتطرف لفوكس والحزب الشعبي، ندافع عن الدستور والحقوق والحرية الدينية“.

وكانت بلدة توري باتشيكو في إقليم مورسيا قد شهدت مؤخرا اعتداءات عنصرية خطيرة ضد المهاجرين المغاربة، حيث لاحقت ميليشيات مقربة من حزب فوكس المهاجرين، وذلك بعدما اعتدى مهاجر على مسن اسباني بالضرب. ويراهن حزب فوكس على التسبب في التوتر في المدن الصغيرة التي بها مهاجرون وخاصة المغاربة لتعزيز خطابه العنصري وكسب مزيد من الأصوات الانتخابية.

ويتزعم حزب فوكس خطابا سياسيا خطيرا ضد المهاجرين المسلمين، حيث يعتبر تواجدهم بمثابة مؤامرة لتطبيق ما يعرف بـ “الاستبدال العظيم” أي القضاء على الشعوب الغربية واستقدام الأفارقة والمسلمين، ويطالب بجعل 2 يناير يوما وطنيا لإسبانيا، وهو اليوم الذي يصادف “سقوط غرناطة” وإنهاء وجود أي سلطة إسلامية في إسبانيا. ويتقدم في استطلاعات الرأي، حيث أصبح القوة السياسية الثالثة ويقترب من حاجز 20% من الأصوات.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button