‏آخر المستجداتبقية العالم

ترامب يحوّل “ممشى الرؤساء” إلى ساحة سخرية: صورة بايدن تُستبدل بآلة توقيع

(كش بريس/ التحرير)ـ في خطوة وُصِفت بأنها مزيج من الرمزية السياسية والجرأة الإعلامية، أقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على إدخال تعديلات لافتة في البيت الأبيض ضمن مشروع سماه “ممشى الرؤساء” (Presidents’ Walk). الفكرة تقوم على تعليق صور جميع رؤساء الولايات المتحدة على طول الرواق الغربي، وهو أحد أكثر الممرات رمزية في مقر السلطة التنفيذية الأمريكية.

المفاجأة: صورة بايدن واستعارة الـAuto-Pen

العنصر الأكثر إثارة للجدل تمثّل في استبدال صورة الرئيس الحالي جو بايدن بما يُشبه لوحة ساخرة تُظهر آلة توقيع آلية (Auto-Pen). هذه الإشارة ليست عفوية، إذ تعكس انتقادات طالما وجّهها خصوم بايدن حول اعتماده المزعوم على هذه التقنية في التوقيع على تشريعات وأوامر تنفيذية، في ظل ما يروّج له خصومه عن “غياب الحضور الفعلي” في بعض المحطات الحاسمة. ورغم أن استخدام الـAuto-Pen تقليد قديم يجيزه القانون الأمريكي، إلا أن توظيفه كرمز لإضعاف صورة بايدن يُعد رسالة سياسية حادة من ترمب إلى قاعدته الانتخابية وإلى الرأي العام.

أبعاد سياسية وانتخابية

هذه الخطوة تأتي في سياق الاستقطاب الحاد قبيل الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، حيث يسعى ترمب إلى إعادة تشكيل المشهد الرمزي للبيت الأبيض وإظهار نفسه كحارس لذاكرة الرئاسة الأمريكية. بإزاحته لصورة بايدن، يبعث ترمب برسالة ضمنية مفادها أن “شرعية” خلفه قابلة للنقاش، ويحوّل ممشى الرؤساء إلى منصة دعاية انتخابية مموّهة تحت غطاء جمالي.

تغييرات أخرى: تجميل أم استعادة هوية؟

إلى جانب هذا البُعد السياسي، شملت التعديلات إعادة تزيين المكتب البيضاوي وإضافة لمسات زخرفية في الأجنحة والحدائق، وهو ما يقرأه مراقبون كمسعى لإبراز “الطابع الترميزي” لحقبة ترمب، وربطها بقيم القوة والجرأة. هذه التحسينات تندرج أيضًا في التقليد التاريخي الذي يمنح كل رئيس حق ترك بصمته الخاصة على البيت الأبيض، لكن في حالة ترمب يبدو أن البعد الدعائي طغى على الجمالي.

الحادثة تفضح كيف تحوّل فضاء البيت الأبيض إلى ساحة صراع رمزي، يتجاوز الوظيفة البروتوكولية إلى أداة ناعمة في المعركة الانتخابية. ويمكن أن تعمد الخطوة للتأثير على الرأي العام، حيث الاستبدال الساخر يهدف إلى إثارة الإعلام، وبالتالي ترسيخ رواية ترمب حول “ضعف” بايدن. كما لا يخلو الأمر من جدل، إذ يطرح تساؤلات حول حدود الذوق السياسي واحترام تقاليد الرئاسة.

يمثل “ممشى الرؤساء” في صيغته الجديدة أكثر من مجرد مشروع فني؛ إنه بيان سياسي مشفّر يعيد تشكيل الذاكرة البصرية للرئاسة الأمريكية. وبصرف النظر عن موقف المراقبين، فإن الخطوة تعكس ثقافة الصراع الرمزي التي تتعمق في السياسة الأمريكية، حيث تصبح الجدران والصور والديكور أدوات انتخابية لا تقل تأثيرًا عن المناظرات والخطب.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button