(كش بريس/التحرير)ـ فاز المنتخب الوطني المغربي بلقب كأس العرب، التي احتضنتها دولة قطر خلال الفترة الممتدة من فاتح دجنبر إلى 18 منه، عقب انتصاره المثير على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة النهائية التي جرت مساء اليوم الخميس على أرضية ملعب “لوسيل” المونديالي، تحت أجواء مطرية وبحضور جماهيري غفير.
وقاد الحكم السويدي غلين نايبرغ المواجهة منذ صافرتها الأولى في توقيتها المحدد، رغم المخاوف التي سبقت اللقاء بشأن احتمال تأجيله، على خلفية تأجيل مباراة تحديد المركز الثالث بين الإمارات والسعودية بسبب التساقطات الغزيرة.
بداية مغربية نارية وهدف استثنائي
دخل المنتخبان اللقاء بحذر، غير أن أسامة طنان خطف الأضواء مبكراً، حين أطلق تسديدة صاروخية من مسافة بعيدة في الدقيقة الرابعة، باغتت الحارس الأردني يزيد أبو ليلى الذي كان متقدماً عن مرماه، مانحاً “أسود الأطلس” تقدماً مبكراً بهدف يُعد من أجمل أهداف البطولة، ومرشحاً بقوة ليكون الأفضل في نسخة كأس العرب، وربما من أروع الأهداف التي شهدها ملعب “لوسيل”.
وواصل المنتخب المغربي ضغطه، وكاد وليد أزارو أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الـ11، غير أن أبو ليلى تصدى لمحاولته بصعوبة. واستمر التفوق المغربي من حيث الاستحواذ والضغط العالي، قبل أن يضطر المدرب طارق السكتيوي إلى إجراء تغيير اضطراري بإخراج كريم البركاوي المصاب، والدفع بأشرف المهديوي.
وبعد مرور قرابة 18 دقيقة، بدأ المنتخب الأردني في استعادة توازنه، محاولاً الخروج من مناطقه بحثاً عن تعديل النتيجة، غير أن تحكم المغاربة في إيقاع اللعب، بقيادة ربيع حريمات، حدّ من خطورة “النشامى”. وقبيل نهاية الشوط الأول، كاد طنان أن يعزز النتيجة، لولا تدخل دفاعي حاسم أبعد الكرة من على خط المرمى، لينتهي الشوط الأول بتقدم مغربي بهدف دون رد.
عودة أردنية ورد مغربي قوي
مع انطلاق الشوط الثاني، نجح المنتخب الأردني في إدراك التعادل سريعاً، عبر ضربة رأسية محكمة لعلي علوان في الدقيقة الـ48، مسجلاً أول هدف في شباك الحارس المهدي بنعبيد في البطولة. ولم يتأخر الرد المغربي، حيث هدد مروان سعدان المرمى الأردني بضربة رأسية قوية.
وشهدت الدقيقة الـ64 نقطة تحول، بعد احتساب ركلة جزاء للأردن إثر لمسة يد على أشرف المهديوي، أكدها الحكم بعد العودة لتقنية الفيديو، وترجمها علوان إلى هدف ثان في الدقيقة الـ67.
وأجرى السكتيوي تغييرات هجومية بإشراك عبد الرزاق حمد الله وصابر بوغرين ومنير الشويعر، بحثاً عن العودة، وهو ما كاد يتحقق عبر تسديدة قوية للشويعر. وفي الدقيقة الـ87، نجح البديل عبد الرزاق حمد الله في تعديل الكفة، مستغلاً كرة من ركنية، هدفٌ أُقرّ بعد الرجوع إلى “الفار”، ليشعل المدرجات ويعيد المباراة إلى نقطة التعادل.
واستمرت الإثارة خلال الوقت بدل الضائع، حيث أهدر الأردن فرصة خطيرة، فيما حُرم المغرب من ركلة جزاء بدت واضحة، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2-2.
أشواط إضافية تحسم اللقب
دخل المنتخبان الأشواط الإضافية بنفس نسق الإثارة، وشهد الشوط الأول هدفاً أردنياً أُلغي بداعي لمسة يد. وواصل “أسود الأطلس” ضغطهم، ليحصلوا على ضربة حرة قرب منطقة الجزاء، نفذها عبد الرزاق حمد الله بنجاح في الدقيقة الـ100، مسجلاً الهدف الثالث.
ورغم المحاولات الأردنية المتأخرة لإدراك التعادل، صمد الدفاع المغربي، لينتهي اللقاء بفوز مستحق للمنتخب الوطني المغربي بنتيجة 3-2، ويتوج بلقب كأس العرب للمرة الثانية في تاريخه، بعد تتويج أول سنة 2012 بالسعودية.
