
(كش بريس/ التحرير)ـ تعيش عائلة بحي القصبة العتيق بمراكش، أزمة غير معتادة، بعد قيام جارها بفتح نافذة في جدار منزلها الكائن بدرب اقبالة، في خطوة وصفتها الشكاية المقدمة للسيد باشا القصبة بأنها تعد على حرمة الملكية وخرق للقوانين الجاري بها العمل.
وحسب نسخة من الشكاية التي توصلت بها الجريدة، فإن النافذة المبتورة في جدار المنزل أخلّت بالخصوصية وألحقت أضرارًا معنوية مباشرة بالعائلة، ما جعلهم يعيشون حالة من الانزعاج والخوف من اختراق حياتهم الخاصة. وتوضح الشكاية أن المعني بالأمر تجاهل إجراءات ومساطر البناء القانونية، بما فيها احترام حدود الجوار وحرمة الملكية الخاصة.

خلفية قانونية
القانون المغربي ينص بوضوح على حق كل مواطن في حماية ملكيته الخاصة وسلامة مسكنه، ويجرم أي تعدٍ على حرمة المسكن سواء عبر البناء أو فتح نوافذ أو أبواب بدون موافقة الجار أو السلطات المختصة. ويشير مختصون إلى أن المخالفات من هذا النوع قد تعرض صاحبها للمساءلة الإدارية أو القضائية، وقد تصل إلى غرامات أو إلزامه بإزالة التعدي فورًا.
أبعاد اجتماعية وحضارية
الحادثة، رغم صغر حجمها الظاهر، تثير أسئلة أوسع حول قيم احترام الجوار والخصوصية في الأحياء العتيقة بمدينة مراكش. فالقصبة العتيق، بمنازلها المتقاربة وحواريها الضيقة، يجعل من احترام حدود الملكية الخاصة ضرورة للحفاظ على الانسجام الاجتماعي وتفادي النزاعات اليومية. ويؤكد خبراء في علم الاجتماع الحضري أن إساءة استخدام المساحة المشتركة أو التجاوز على الجار يمكن أن يتسبب في توترات أسرية وجماعية، ويعكس أزمة في ثقافة الجوار التقليدية.
مطالب العائلة
الأسرة المتضررة طالبت السيد الباشا بالتدخل العاجل لإيقاف هذا التعدي، وإلزام المعني بإغلاق النافذة بشكل نهائي، مشيرة إلى أن استمرار الوضع سيؤثر على سلامتهم النفسية والاجتماعية، كما يشكل سابقة خطيرة قد تشجع على انتهاك حرمة المنازل في الحي.

هذه الواقعة تسلط الضوء على أهمية دور السلطات المحلية في ضبط البناء وحماية المواطنين، فضلاً عن تعزيز ثقافة احترام الجوار في البيئات الحضرية التقليدية، حتى تظل الأحياء العتيقة بمراكش نموذجًا للعيش المشترك والمحافظة على التراث الاجتماعي والمعماري.