
في المقال الأسبوعي للكاتب والإعلامي السوري صبحي حديدي المنشور في صحيفة القدس العربي بعنوان “”ترامب ونتنياهو: عناق الدببة ومتجر الدم” يومه الأحد، قراءة نقدية لعمق العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها بـ “عناق الدببة”. استعارة ترمز إلى علاقة ظاهرها الود والتحالف، وباطنها الخنق والسيطرة.
يرى حديدي أن ترامب، بوصفه رجل أعمال في الأساس، يتعامل مع نتنياهو كما تتعامل شركة كبرى مع شركة صغيرة في عالم المال: تمنحها إغراءات مغرية تمهيدًا للاستحواذ الكامل عليها. وهكذا، فإن العلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية اليوم تتخذ طابع “الدولة الزبون” التي تنفذ تعليمات واشنطن، رغم إنكار نتنياهو المتكرر لذلك.
يشير الكاتب إلى أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين، من نائب الرئيس ج. د. فانس إلى وزير الخارجية ماركو روبيو وصهر ترامب جاريد كوشنر، تؤكد بجلاء أن ما يسمّى “شراكة” ليس سوى تبعيات زبونية في جوهرها. فزيارة فانس إلى بلدة كريات غات، التي تحولت إلى مقرّ تنسيق أمريكي كامل السيطرة، تُظهر أن السيادة الإسرائيلية باتت شكلية في بعض المجالات.
وفي تحليل ساخر، ينقل حديدي وصف أحد الصحافيين الإسرائيليين لحال نتنياهو بعد عودة ترامب إلى السلطة: لم يعد أمامه سوى مديح الرئيس الأمريكي، وتكرار أقواله، وتجنّب معارضته بأي شكل، وكأن العلاقة تحولت إلى طاعة تامة مقابل استمرار الحماية السياسية والعسكرية.
لكن حديدي يذهب أبعد من ذلك في البعد الرمزي للمقال، إذ يرى أن كلا الطرفين دبّان في متجر دموي: فترامب يمارس سياسات تجارية قاسية على حساب الشعوب، بينما حوّل نتنياهو قطاع غزة إلى “متجر دم”، من خلال الحروب الإبادية، والحصار، والتجويع، والتدمير المنهجي.
في ختام المقال، يؤكد الكاتب أن “عناق الدببة” بين ترامب ونتنياهو ليس تحالفًا بين متكافئين، بل تواطؤ بين قوتين غاشمتين تلتقيان في مصالح شخصية وأجندات دموية، حيث يُستبدل مفهوم الشراكة بالقهر، والتحالف بالتبعية، والنتيجة: دماء الفلسطينيين هي الثمن الدائم لهذا العناق المميت.



