
ـ شمال إفريقيا يتصدر موجات الاحترار العالمي ـ
(كش بريس/التحرير)ـ أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن 11 دولة عربية من أصل 22 سجّلت خلال سنة 2024 أعلى متوسط لدرجات الحرارة منذ بدء نظام القياس، ويتعلق الأمر بكلٍّ من: المغرب، الجزائر، البحرين، ليبيا، سوريا، لبنان، تونس، اليمن، قطر، جزر القمر والسودان. واستند هذا المعطى إلى بيانات ERA5، وهي الجيل الخامس من إعادة تحليل مناخ الغلاف الجوي العالمي، التي ينجزها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى بالتعاون مع خدمة كوبرنيكوس لتغيّر المناخ.
وجاءت هذه الأرقام ضمن تقرير حديث للمنظمة يرصد حالة المناخ في المنطقة العربية لعام 2024. وأوضح التقرير، الذي اطلعت عليه هسبريس، أن جميع الأقاليم الفرعية العربية سجّلت ارتفاعاً يفوق متوسط الفترة 1991-2020. وشهدت شمال إفريقيا أعلى انحراف حراري، إذ تجاوزت درجات الحرارة هناك 2.0 درجة مئوية فوق المتوسط، خصوصاً في شمال الجزائر، وسلاسل الأطلس بالمغرب، ومعظم المناطق التونسية.
وأُعدّ التقرير بشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وجامعة الدول العربية، بهدف توفير معطيات دقيقة لصناعة القرار في منطقة تُعدّ من بين أكثر مناطق العالم معاناة من ندرة المياه، وتضم 15 بلداً ضمن الفئات الأكثر تأثراً بالمناخ.
وفي ما يتعلق بالأمطار، سجّل التقرير أن سنة 2024 شهدت هطولاً يفوق متوسط 1991-2020 في الأجزاء الجنوبية والشرقية من العالم العربي. وبلغت نسبة الزيادة بين 150% و200% في شمال السودان وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك الإمارات والسواحل الجنوبية الغربية للسعودية واليمن.
وفي المقابل، رصد التقرير عجزاً كبيراً في الأمطار على امتداد شمال إفريقيا، خاصة في المناطق الساحلية للمغرب وشمال الجزائر وليبيا، حيث تراجع الهطول بنحو 40% عن المعدل المرجعي. وسُجّل نقص إضافي في شرق مصر، وغرب دول الشرق الأدنى، ومناطق من الصومال. كما عرف شمال غرب إفريقيا ظروف جفاف للعام السادس توالياً، رغم تسجيل أمطار غزيرة أواخر 2024 خففت جزئياً حدّة الجفاف في أجزاء من الجزائر وتونس.
وأكدت المنظمة تواصل تفاقم الجفاف في غرب شمال إفريقيا سنة 2024، بعد ستة مواسم متتالية ضعيفة الهطول، خصوصاً في المغرب والجزائر وتونس. وفي المقابل، تسببت الأمطار الشديدة والفيضانات الخاطفة في خسائر بشرية ومادية في دول قاحلة مثل السعودية والبحرين والإمارات.
وأشار التقرير إلى أن العجز الحاد في الأمطار خلّف تأثيرات مباشرة على الموارد المائية والزراعة، إذ تراجعت مستويات السدود إلى حدود حرجة، من بينها سد المسيرة في المغرب – ثاني أكبر خزان مائي في البلاد – الذي هبطت نسبة ملئه إلى ما بين 1 و2% فقط في فبراير 2024.
وفي منطقة المغرب العربي، تراجعت غلة القمح بشكل كبير نتيجة الجفاف المطوّل، بينما خفّضت نحو نصف الأسر في محافظات الأنبار وكركوك ونينوى وصلاح الدين في العراق المساحات المزروعة أو كميات مياه الري خلال موسم 2024 بسبب النقص الحاد في الموارد المائية.





