‏آخر المستجداتلحظة تفكير

حسن أوزال: حين يتكلم العلم تسكت الشعارات

ـ حين يفضح العلم عجز الثروة: مقارنة مُحرِجة مع إسرائيل ـ

في ظل الصراع العربي الاسرائيلي الراهن يتبدى أن ثمة أسئلة محرجة يلزمنا استحضارها بعيدا عن المزايدات السياسية الغبية ولعل أبرزها تجليا هو لماذا تفوقت اسرائيل واستطاعت أن تبسط نفوذها في منطقة الشرق الأوسط كله ؟وكيف لبلد لا يتجاوز عدد أفراده حوالي 10 ملايين أن يحقق هذه الهيمنة في غفلة عن العرب بثرواتهم النفطية الكبيرة ؟

وغيرها طبعا من التساؤلات العديدة التي تقتضي ممن يريد حقا وضع الاصبع على الداء تشخيصا للمرض الذي ينخر الذات العربية، أن يتحلى بقدر وافر من النزاهة و حد أدنى من الموضوعية الخالية من النرجسية ،قبل أن يجري مقارنة بسيطة بين إسرائيل و البلدان العربية سواء على مستوى البحث العلمي والتطور التكنولوجي أو على مستوى الصناعات التحويلية و الطب و الهندسة ناهيك عن بنيات الدولة وهياكلها المؤسساتية و الديمقراطية و الحرية.ذلك أن نهج المقارنة بهذا الشكل كفيل بأن يجعلنا ندرك مكامن الخلل حقا و نقبض على مواطن العطب بكل سهولة.

ويكفينا والحالة هاته أن نعلم أن معدل الانفاق الوطني المدني على البحث العلمي قد بلغ في اسرائيل عام 2022 حوالي 6,1٪من الناتج المحلي الإجمالي بينما لم يتجاوز في معظم الدول العربية 0,8٪ أما أن تكلمنا عن الجامعات الاسرائيلية فسنجد أنها تحتل المراتب الافضل عالميا مقارنة بالجامعات العربية التي تعاني من الفساد بدءا ببيع الشواهد بمختلف أنواعها الى احتلال المناصب و الكراسي .واذا انتقلنا إلى قطاع التكنولوجيا فسنلاحظ أن هذه الأخيرة تشكل النسبة الاعظم من صادرات الاقتصاد الاسرائيلي الذي من فرط استثماره في البحث العلمي تمكن من جدب رأس المال الأجنبي و استقطاب أكبر الشركات الدولية .

وفضلا عن ذلك فإسرائيل أيضا تتقدم كثيرا عن باقي دول الشرق الاوسط طبيا ، سواء من حيث عدد الأطباء أو من حيث الأبحاث الطبية المنشورة في المجلات العالمية المتخصصة هذا بينما استطاعت أن تتصدر قائمة الدول في آسيا في بعض التخصصات البالغة الأهمية كالهندسة وذلك جراء نهج الدولة لسياسات تركز على الخلق و الابتكار و حماية الملكية الفكرية و التركيز على القطاعات العالية التقنية بدلا من الاعتماد على الموارد الطبيعية كما الشأن في البلدان العربية.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button