
(كش بريس/ شيشاوة)ـ في حادث مأساوي يهزّ إقليم شيشاوة، لقي خمسة أشخاص، بينهم أربعة من عائلة واحدة، مصرعهم اختناقًا صباح الأربعاء أثناء قيامهم بأشغال تنقية حفرة مخصّصة للصرف الصحي بدوار النواصر، جماعة سيدي بوزيد.
ووفق المعطيات الرسمية، هرعت السلطات المحلية والأمنية رفقة فرق الوقاية المدنية إلى موقع الحادث فور إشعارها، حيث تم انتشال جثامين الضحايا ونقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بشيشاوة.
وقد باشرت عناصر الدرك الملكي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقًا موسعًا للكشف عن ظروف وملابسات الفاجعة، خصوصًا ما يتعلق بغياب شروط السلامة المهنية والتدابير الوقائية في مثل هذه الأشغال.
يُعيد هذا الحادث تسليط الضوء على الهشاشة البنيوية لخدمات الصرف الصحي في القرى المغربية، وعلى المخاطر التي يواجهها المواطنون في ظل غياب تجهيزات السلامة والوعي بأخطار الغازات السامة في الحفر التقليدية. كما يطرح أسئلة حول:
- المسؤولية الجماعية: من يضمن توفر شروط الحماية أثناء أشغال التنقية والصيانة؟
- الوقاية والتأطير: هل تكفي حملات التوعية المتفرقة، أم أن الأمر يستدعي برامج تكوين محلية واستراتيجية صيانة دورية؟
- التفاوت المجالي: تكشف الواقعة عن الفجوة بين البنيات التحتية الحضرية والقروية، حيث تظل شبكات الصرف التقليدية مصدر تهديد دائم للحياة.
إن فاجعة شيشاوة، بما تحمله من أبعاد اجتماعية وإنسانية، ليست مجرد حادث عرضي، بل مؤشر على ضرورة مراجعة سياسات تدبير الماء والصرف الصحي، وتكثيف الرقابة والتأهيل التقني حفاظًا على الأرواح.
ـ صورة تعبيرية من الأرشيف ـ