
في النفق “تنزل” في بطن التراب “لترتفع ” روحك إلى السماء! لذلك كان النزول لأول مرة دليلا على الصعود!
لكنه ليس مجرد نزول! إذ النية هي التي تتحكم في طبيعة الأفعال عندنا، ونية النازل إلى النفق هي أعظم النيات على الإطلاق، وهي نية المرابطة، ونية الجهاد!! والجهاد كما هو معلوم هو ذروة سنام الإسلام! فالنزول بهذه النية هو صعود إلى ذروة السنام!!
فأي صعود هذا ؟ ما أعجبه!
في النفق يصفو عقل المرابط ، وتسمو نفسه وتتخلص من كل المعاني “الترابية” التي تكبل نفوس الناس وهم فوق التراب، وفوق ذلك فإن روحه تبلغ علياء السماء!!
ينتج عن هذا العلو “والصفو” والسمو أن يصبح لسان المرابط أقوى بيانا وأرفع بلاغة، فلا ينطق إلا لغاية نبيلة، ولا يتكلم إلا بالحكمة العالية، لذلك كان كلام المرابطين أجزل عبارة وأقوى تأثيرا من كل كلام! ولذلك يكون لكلام المرابط أبي عبيدة أقوى الأثر البياني في نفوس الأحباب والأعداء على السواء!!
فبلاغة المرابطين في أنفاق غزة هي البلاغة الحق وبيانهم هو البيان الذي تشهد له الملائكة ويعجز عنه من لم يخض تجربة النفق!!
وهذه البلاغة هي الأولى بعنايتنا بدلا من عبث العابثين ببلاغة الحياة اليومية وغيرها من الجهالات التي ينشرونها بين الناس !!