
تشير الأوضاع المحيطة بوضوح إلى أن العالم يقف على شفير الهاوية.
عالم منقسم — يتداعى أمام أعيننا، ولم يعد يخفي انهياره الوشيك.
نحن نعيش في زمن بالغ الخطورة، حيث بات الانقسام يضرب أعماق الاقتصاد، والسياسة، والعسكرية، بل وحتى الروحانية.
القوى العظمى — الولايات المتحدة، بريطانيا، وأوروبا — تعاني من اهتزاز داخلي غير مسبوق.
النظام العالمي الذي أُسس بعد الحرب العالمية الثانية يتفكك أمام أنظارنا.
الخوف، والشك، وانعدام الاستقرار باتت سمات كل قارة.
المؤشرات لم تعد خفية، بل أصبحت علنية، مرعبة، وعالمية:
﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾
(الحشر: 2)
⸻
الغرب: أفول اقتصادي وانهيار قيمي
• بريطانيا: التضخم في أعلى مستوياته، خدمات عامة تنهار، تأخر في النظام الصحي NHS، تفشي التشرد.
• البطالة واليأس ينهشان جيل الشباب.
• الأثرياء ينقلون أموالهم إلى الخارج، خصوصًا إلى دبي.
• الصحف البريطانية بدأت تتحدث عن قرب اندلاع حرب كبرى، ورئيس الوزراء أعلن رسميًا الاستعداد للحرب.
• الولايات المتحدة: انقسام سياسي حاد، اضطرابات داخلية، عودة ترامب تعني الحروب التجارية، الانعزالية، والعنصرية.
• التوتر يزداد مع بريطانيا وأوروبا.
• القيم الأخلاقية والنظام الأسري في حالة انهيار.
• أوروبا: ما بعد كورونا وحرب أوكرانيا، في حالة ركود، أزمة طاقة، احتجاجات شعبية، وضغوط اقتصادية.
• تصاعد النزعة القومية والشعبوية.
• انقسامات داخل الناتو، والنفقات العسكرية تثقل كاهل الاقتصاد.
⸻
مشاهد الحرب وسفك الدماء
• أوكرانيا وروسيا: حرب طويلة، لا أمل في السلام، مئات الآلاف من الضحايا، وهجوم أوكراني جديد يهدف لاستفزاز روسيا ودفعها لهجوم كبير، لفتح الباب أمام أوروبا لإعلان حرب شامل.
• غزة: إبادة جماعية إسرائيلية، أكثر من 55,000 شهيد، الأحياء مدمّرة، المستشفيات، المساجد، الكنائس، والمدارس تعرضت للدمار، بينما الضمير العالمي صامت، والغرب — خصوصًا أمريكا وبريطانيا وأوروبا — يواصل دعمه المخزي لإسرائيل رغم أحكام المحاكم الدولية ضدها. بدأت بعض الأصوات الغربية الآن تطالب بوقف الحرب، لكن بعد فوات الأوان.
• الشرق الأوسط: تهديدات إسرائيلية بضرب إيران قد تُشعل المنطقة بالكامل، بما في ذلك سوريا، العراق، وحتى باكستان.
⸻
آسيا: صراع متصاعد
• الهند وباكستان: كشمير لا تزال نقطة اشتعال نووية، مع تعصب ديني متزايد من الحكومة الهندية، وخطر اندلاع حرب جراء أي خطأ.
• الصين: تسير بخطى ثابتة نحو الهيمنة العالمية، توتر مع تايوان، نشاط عسكري متصاعد في المحيط الهادئ الهندي.
⸻
أزمة أخلاقية وروحية
• المؤسسات الدينية إما ضعيفة أو فاسدة.
• سيطرة المادية والشهوات، وضياع الإنسان في عالم الشاشات.
• الكذب والبروباغندا يحكمان، والحقيقة لا قيمة لها.
• انتقام الطبيعة: كوارث وتغير مناخي نتيجة ظلم الإنسان.
هذه ليست أزمة سياسية فحسب — بل انهيار للروح.
⸻
تركيا: نموذج إيجابي
الدور الوسيط والإيجابي الذي تلعبه تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان هو مثال يُحتذى:
• توسط في أزمة روسيا وأوكرانيا.
• تقريب بين إيران والغرب.
• بناء جسور بين العالم الإسلامي والقوى الغربية.
كل هذه التحركات تظهر حكمة القيادة التركية وسعيها الحقيقي نحو السلام — ويجب أن يُقدّر ذلك عالميًا.
⸻
هل نحن على أعتاب “هرمجدون”؟
• صعود قوى جديدة.
• تراجع الهيمنة الغربية.
• حروب دينية تلوح بالأفق.
• سباق نحو أسلحة مدمّرة.
• غياب القيادة العالمية، والوحدة، والحكمة.
كل هذه المؤشرات تدل على اقتراب ذلك الصراع العظيم الذي وصفته الكتب السماوية باسم “هرمجدون” — حرب تلتهم الأخضر واليابس.
الأحاديث النبوية والكتب السماوية تحدثت عن حرب فاصلة تقضي على الملايين.
بعض علاماتها قد ظهرت، والبقية تتسارع بالظهور.
⸻
ورغم كل شيء… تبقى الأمل
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾
(هود: 117)
• إذا استيقظت القلوب،
• إذا وُجدت قيادة حكيمة تختار العدل،
• إذا عادت البشرية إلى الله —
فبالإمكان أن نتجنب هذه الكارثة.
⸻
نداء للإصلاح واليقظة الجماعية
• هذا وقت التوبة الجماعية، والإخلاص، والحكمة.
• وقت الوقوف ضد الظلم، ورفع صوت الحق.
• وقت نصرة المظلوم، وبناء جسور المحبة بدل الكراهية.
فلنرفع أيدينا بالدعاء لا بالسلاح.
ولنغلق مصانع الحرب ونبني أعمدة السلام.
نسأل الله أن يمنّ علينا بالهداية، والبصيرة، والأمان.
إن باب هرمجدون يقرع — فهل سنستيقظ؟
⸻
الحصن الرباني: الاستغفار
للمسلمين، هناك حصن رباني واقٍ من العذاب، وهو الاستغفار، كما قال تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
(الأنفال: 33)
فلنجعل الاستغفار عادة يومية، ودعاءنا درعًا من البلاء.