
(كش بريس/التحرير)ـ كشف تقرير حديث صادر عن منظمة “لاتيت” الإسرائيلية لمكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي، أن أكثر من ربع العائلات في إسرائيل (26.9% أي نحو 867 ألف أسرة) تعيش حالة من انعدام الأمن الغذائي، في ارتفاع غير مسبوق بنسبة 27.5% مقارنة بالعام الماضي. ويشير التقرير إلى أن الأزمة تتفاقم بين الأطفال، حيث يعاني نحو 37.5% منهم (حوالي 1.18 مليون طفل) من انعدام الأمن الغذائي، ما يعكس اتساع رقعة التحديات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الإسرائيلي.
ويشير التقرير إلى أن ما يصفه بـ “الفقراء الجدد” يمثل نحو ربع متلقي المساعدات، أي أولئك الذين اضطروا للجوء إلى المساعدات الغذائية لأول مرة خلال العامين الماضيين، بفعل التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة للحرب في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي استمرت لعامين وأسفرت عن أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني و171 ألف جريح، فضلاً عن دمار هائل تكلف إعادة إعمار قطاع غزة نحو 70 مليار دولار وفق الأمم المتحدة.
وأوضح التقرير أن الحرب المستمرة وارتفاع الأسعار أدت إلى “حالة طوارئ اجتماعية” تآكلت معها القدرة الاقتصادية والأمن الغذائي لمئات آلاف الأسر الإسرائيلية، مضيفًا أن الزيادة الحادة في انعدام الأمن الغذائي تعكس تدهور أوضاع الأسر الجديدة بشكل خاص، لتطال الطبقة المتوسطة الدنيا أيضًا. ويبرز هذا التحليل من خلال ارتفاع طلبات المساعدة لدى المنظمات المدنية مقابل انخفاض التبرعات بسبب تحويل الموارد إلى احتياجات جديدة سببتها الحرب.
أما على صعيد تكلفة المعيشة، فقد ارتفع الحد الأدنى المطلوب للعيش بكرامة بنسبة 5.5% للفرد و5.6% للأسرة، ليصل إلى 5589 شيكلًا للفرد و14,139 شيكلًا لأسرة مكونة من زوجين وطفلين، مع تسجيل زيادة في الإنفاق السنوي للفرد بـ 3500 شيكل وللأسرة نحو 9000 شيكل. وأوضح التقرير أن نحو 59.6% من متلقي المساعدات أفادوا بتدهور أوضاعهم المالية خلال العام الماضي، مقارنة بـ 36.5% من عامة السكان، فيما تعرض نحو ثلثهم لتجميد أو حجز حساباتهم المصرفية.
كما أشار التقرير إلى الفجوة الكبيرة بين متوسط الدخل واحتياجات الأسرة، حيث يصل متوسط إنفاق متلقي الدعم إلى 12,734 شيكلًا شهريًا مقابل متوسط دخل شهري صافي يبلغ 6,593 شيكلًا، كما لم يتمكن 67% منهم من تأمين المستلزمات التعليمية الأساسية للأطفال، بينما حُرمت 84% من الأنشطة والرحلات المدرسية. وفي الجانب النفسي، وصف 61.9% حالتهم النفسية بأنها “غير جيدة”، فيما شهد 42.4% تدهورًا في صحتهم العقلية منذ اندلاع الحرب.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، إلا أن استمرار خروقات إسرائيلية تسبب في سقوط شهداء وجرحى، في حين التزمت حركة حماس بالاتفاق وطالبت الوسطاء بمراقبة الالتزام به. ويضع هذا التقرير، بشكل جلي، انعكاسات الحرب على الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي داخل إسرائيل في قلب النقاش حول العدالة الاجتماعية وتأثير النزاعات المسلحة على المجتمعات المحلية.
ـ الصورة من الأرشيف ـ





