‏ ‏برامجنا‏آخر المستجداتفنون وثقافة

حكايات رمضانية على (كش بريس): من حكايات سيف بن يزن (الأولى)

يكتبها : د محمد فخر الدين

ـ 1 ـ  ذي يزن

هذه حكايات من سيرة سيف بن ذي يزن محرر الأمصار والدمن ومخمد الأسحار والفتن ومجري النيل من أرض الحبشة إلى مصر، وهي قصة غريبة الوجود فيها سر الأولين وعبرة للاحقين، وأخبار الأمم الماضية اعتبارا للباقين وبالله التوفيق ..وهي قصص ينازع فيها الخيال الواقع ويتحقق المحال، نقدمها للقارئ الكريم بمناسبة رمضان ..

كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ملك من الملوك السابقين ذو عز وتمكين عند أهل القرى والمدن وهو من بني حمير وكان اسمه ذي يزن، وكان له وزير مرفوع الرتبة لا نظير له في مشرق الشمس أو في مغربها، وكان اسمه يثرب وكان قد قرأ الكتب القديمة والملاحم العظيمة وعرف فيها من الباطل والحق، فترك الباطل واتبع الحق ..

وكانت اليمن في ذلك الأوان مملكة مزدهرة وكان ذو يزن في وقت حكايتنا شابا طموحا مقداما قام بعدد من الفتوحات لكثير من الممالك المتاخمة لليمن ..

والحكاية أن ذي يزن نظر الى عساكره فوجدهم عالما لا يحصى بعدد الرمل والحصى، فأعجب بذلك غاية العجب وشعر بالفخر ، وسأل وزيره يثرب في وقت من الزمان عن وجود من يضاهيه قوة فذكر له بعلبك في بلاد الحبشة، وهو صاحب همة وبأس وقوة مراس، وبلاده من أغنى البلدان، فلما سمع ذو يزن من وزيره هذا الكلام صار الضياء في عينيه ظلام  فقرر أن يخرج إليه في الحال ..

وسار بجيشه مدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع مر بالبيت الحرام ـ كما تقول الرواية ـ فراودته نفسه على هدمه وأن ينقل حجارته إلى بلاده ليكون في ذلك فخر له ..

وكان كلما نوى مسه بسوء انتفخ جسده وورم فعدل عن ذلك وكان ذلك سببا في إيمانه …وقام بكسوته من الذهب والفضة  ..

واستأنف المسير إلى بلاد بعلبك فنزل بأرض طيبة كأنها الفردوس بنفحاته، فأحب الوزير بناء مدينة تكون باسمه فوافقه ذو يزن على ذلك، ولما أتم عمارتها وأجرى أنهارها وأسكن فيها رجالا ونساء من قومه يتوارثونها من جيل إلى جيل… واصلوا المسير..

وعند وصوله إلى الحبشة واجه ذو يزن بعلبك فانتصر عليه في اليوم الثالث من القتال والنزال، ففر هذا الأخير في البرية إلى أن قضى عليه سبع من سباعها ….

أما ما كان من أمر ذي يزن فإنه أمر رجاله بالرحيل وساروا طالبين أرض الحبشة حتى وقعوا في أرض خضراء وعيون جارية منحدرة وهو مكان كأنه قطعة من قطع الجنان فأعجبه كل العجب وبنى عليه مدينة سماها حمراء اليمن …

ـ ترقبوا ليلة الغد باقي الأحداث ـ

‏مقالات ذات صلة

Back to top button