‏آخر المستجداتالمجتمع

رشيد البلغيثي: الذابح والمذبوح

⭕️ (دلالات نيابة الملك عن المملوك) ـ

يَذبح الملك ويَذبح الرعايا أضحيتهم في طقس جماعي يوحي أن الروابط الروحية والاجتماعية والسياسية بين الحاكم والمحكوم قوية… مهما بلغت المشاكل فالجميع قادر على الذبح :

كبش في البرّاكة وكبش في القصر !

الملك هنا أب للأمة ورب للأسرة (الشعب) يطعمها من جوع ويأمنها من خوف. (واجبات التعاقد في المجتمعات الحديثة أو البيعة في المجتمعات التقليدية دون دخول في التفاصيل)

☆ ☆ ☆

● بالأمسِ ذبح الملك وحيدا وغاب الطقس الجماعي وغابت الرابطة. مُنِعَ الرعايا من أندر الطقوس التي يمارسونها مع الملك وكما الملك كانوا :

– يصلون

– كلهم مسلمون

– عاقلون

– يذكرون اسم الله

– في قبضتهم بهيمة من الأنعام وسكين حادة لإحسان الذبح وتحويل الحيوان إلى قربان.

أن يذبح الملك وحيدا هو دليل على خلل كبير في الروابط الإجتماعية والمؤسسية وإخلال في التعاقد داخل مملكة تنفيذية تأسست فيها العلاقة بين الحاكم والمحكوم على شرعية تقليدية.

☆ ☆ ☆

كيف ؟

● عملية الذبح أمسِ كانت كشفا للأزمة وعلامة على تآكل وظيفة الحماية عند الدولة الراعية بل مرآة ظهر فيها مشروع الدولة الإجتماعية عاريا كما ولدته ماكنة الدعاية الرسمية.

إن الذبح، صباح العيد “الكبير”، كان خطابا غير منطوق، في طقس ديني مركزي، قالت فيه الدولة لرعاياها:

– لقد فشلنا في حمايتكم، ولم نوفي ديننا الأصلي اتجاهكم وتركناكم فريسة للفقر والإستحواذ والنهب والإحتكار.

☆ ☆ ☆

● عندما توارى عزيز أخنوش، رئيس الحكومة وعراب السياسات والسنوات الفلاحية العجاف منذ 18 سنة، بعد صلاة العيد إلى جانب أمير المؤمنين، أمسِ، كان تواريه كشفا لطبيعة الوساطة الحكومية الشكلية والهشة في الأنظمة الملكية التنفيذية.

الحكومة، نظريا، هي من تتحمل مسؤولية تدبير السياسات مما يتيح لأصحاب القرار الفعلي (القصر وموظفيه) الإختفاء بشكل كلي عن رادار المحاسبة والمناقشات غير أن الأزمات الكبرى (ونحن نعيش واحدة من أفدحها) تدفع الملكية الى الظهور عبر تفاعل رمزي يعكس مركزية التقليد في الحكم وفراغ الوساطة الحكومية والمؤسساتية.

لقد سقطت الحكومة ومعها كل أنظمة وصناديق الدعم الكاذبة مباشرة بعد وضع موسى إمارة المؤمنين الحادة على رقبة الكبشين الأملحين وسقوطهما عند الإزار الملكي الأبيض.

سقطت وزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات والمخطط الأخضر ووكالة التنمية القروية ووكالة تنمية الواحات ومناطق الأركان ومخططات مواجهة الجفاف ودعم االعلف والرعي والكسابة الصغار والتجميع وحماية القطيع و”الأونسا”..

لقد جاع المغاربة و”شحفوا” ونهبت أراضيهم واحترقت واحاتهم ونسفت طمأنينتهم يوم ازدهرت الفلاحة التصديرية ولم يبقى لهم سوى مدح الزليج!

هل يؤكل الزليج ؟

هل كان هذا الفشل الذي ضاعف مليارديرات صناديق الدعم في العشرية الأخيرة مجرد سوء تدبير حَكمته حسن النية ؟

لااااااا؛ لقد كانت سرقة موصوفة ‼️

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button