‏آخر المستجداتبقية العالم

رمزية سياسية أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟.. أسطول الصمود في قلب النقاش الإيطالي

(كش بريس/التحرير)ـ تعود قضية الحصار المفروض على قطاع غزة لتتصدر واجهة النقاش السياسي والدبلوماسي الدولي، مع بروز مبادرة جديدة حملت اسم “أسطول الصمود العالمي”، الذي يستعد للإبحار نحو شواطئ غزة بهدف كسر الحصار البحري المستمر منذ أكثر من 17 عاما. المبادرة، التي تضم نشطاء ومتضامنين من مختلف الجنسيات، أثارت تفاعلات واسعة في الأوساط السياسية الأوروبية، وخاصة في إيطاليا حيث يشارك عدد من مواطنيها في الرحلة.

وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن حكومتها ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لضمان حماية وسلامة المواطنين الإيطاليين المشاركين في هذا الأسطول. جاء ذلك ردا على سؤال وجهته إليها زعيمة الحزب الديمقراطي إيلي شلاين داخل البرلمان الإيطالي، حول موقف الحكومة من مشاركة مواطنين إيطاليين في المبادرة.

وقالت ميلوني:

“قد يكون لهذه المبادرة غرض رمزي أو سياسي، لكن ما يهمنا بالدرجة الأولى هو سلامة الإيطاليين في الخارج. وكما اعتدنا دائما، ستتخذ الحكومة جميع التدابير اللازمة لضمان حمايتهم”.

تصريحات ميلوني تعكس مقاربة حذرة تجمع بين إدراكها للبُعد السياسي والرمزي للمبادرة، وبين التزامها الثابت بحماية المواطنين الإيطاليين، في ظل توتر قد يواجهه الأسطول عند اقترابه من المياه الإقليمية الفلسطينية الخاضعة لرقابة الاحتلال الإسرائيلي.

ويُذكر أن “أسطول الصمود العالمي” يأتي امتدادا لسلسلة من المبادرات البحرية السابقة، أبرزها أسطول الحرية الذي حاول في سنوات ماضية كسر الحصار المفروض على غزة، لكنه تعرض لاعتراضات عسكرية إسرائيلية، كان أشهرها في عام 2010 عندما أسفر الهجوم على سفينة “مافي مرمرة” التركية عن سقوط قتلى وجرحى.

المبادرة الحالية تحمل، وفق مراقبين، دلالات سياسية قوية، إذ تسعى إلى إبقاء قضية غزة والحصار المفروض عليها في دائرة الاهتمام الدولي، في وقت يعيش فيه القطاع أزمة إنسانية خانقة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر.

ورغم الطابع الرمزي للأسطول، فإن مشاركين من دول أوروبية، بينها إيطاليا، يرون فيه رسالة تضامن إنساني قبل أن يكون خطوة سياسية، ما يضع الحكومات أمام معادلة صعبة: احترام حرية مواطنيها في التعبير والتضامن، مع ضمان أمنهم في مناطق نزاع عالية الحساسية.

وبينما يترقب العالم مصير “أسطول الصمود العالمي”، تبقى الأنظار موجهة إلى المواقف الدولية، وخاصة الأوروبية، من هذه المبادرات التي تكشف من جديد حجم الانقسام بين المواقف الرسمية الحذرة والإرادة الشعبية المتضامنة مع معاناة الفلسطينيين في غزة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button