
(كش بريس/خاص)ـ
شهدت مدينة القدس المحتلة، صباح الاثنين، واحدة من أعنف العمليات الفدائية خلال الأشهر الأخيرة، بعدما فتح فلسطينيان النار على حافلة قرب مستوطنة راموت شمال المدينة، ما أسفر عن مقتل ستة مستوطنين وإصابة 12 آخرين، بينهم ثلاث حالات حرجة، وفق ما أوردته القناة 13 الإسرائيلية.
تفاصيل العملية
بحسب المعطيات الأولية، أطلق المنفذان النار بشكل مباشر على الحافلة قبل أن تتمكّن القوات الإسرائيلية من “تحييدهما”. وأشارت تقارير عبرية إلى أن الشرطة تلاحق مركبة يُشتبه في أنها ساعدت المنفذين القادمين من بلدتي قطنة والقبيبة شمال غرب القدس.
وعقب العملية، فرضت السلطات الإسرائيلية طوقاً أمنياً شاملاً على المدينة، حيث أغلقت مداخل القدس ونشرت حواجز عسكرية، ما شلّ حركة المرور وأحدث حالة استنفار قصوى.
ردود الفعل الإسرائيلية
المستويات الأمنية الإسرائيلية أعلنت حالة الطوارئ، وسط مخاوف من إمكانية تكرار هجمات مماثلة في قلب المدن والمستوطنات. كما أثيرت تساؤلات حول الثغرات الأمنية التي سمحت بوقوع العملية في منطقة تعتبرها إسرائيل من الأكثر تحصيناً.
موقف الفصائل الفلسطينية
في المقابل، باركت حركة حماس العملية ووصفتها بأنها “بطولية ونوعية”، معتبرة أنها “رد طبيعي على جرائم الاحتلال في غزة والضفة والقدس”. وأضافت أن الهجوم رسالة واضحة بأن “مشاريع التهويد والعدوان لن تمر دون عقاب”، مؤكدة على استمرار المقاومة كخيار استراتيجي.
الأبعاد والمآلات
- أمنياً: العملية كشفت هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وأكدت قدرة المقاومة على تنفيذ هجمات مباغتة حتى في قلب القدس.
- سياسياً: من المتوقع أن تستغل الحكومة الإسرائيلية الحدث لتبرير المزيد من الإجراءات القمعية والتصعيد العسكري، خصوصاً في الضفة الغربية.
- رمزياً: وقوع العملية في القدس، المدينة التي تحمل رمزية دينية وسياسية مضاعفة، يرسل رسالة بأن المقاومة قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي في أكثر المناطق حساسية.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
يرجح مراقبون أن تشهد الأيام المقبلة:
- تشديداً أمنياً غير مسبوق داخل القدس ومحيطها.
- حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية.
- احتمالية تصعيد عسكري على غزة إذا اختارت إسرائيل الرد بصورة مباشرة على الفصائل.
عملية راموت بالقدس لم تكن مجرد هجوم مسلح، بل محطة جديدة في مسار التصعيد الفلسطيني–الإسرائيلي. فهي تحمل دلالات عسكرية ورمزية وسياسية، وتعيد التأكيد على أن القدس ستبقى ساحة مواجهة مركزية، فيما يجد الاحتلال نفسه أمام تحديات أمنية متجددة تعصف باستراتيجيته في “تحصين الجبهة الداخلية”.