
(كش بريس/ التحرير)ـ أصدرت حركة شباب Z الاتحادي بيانها الثاني، ردًّا على تصريحات الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية الذي اتهم حركتهم بـ”التآمر الخارجي”. واعتبر شباب الحركة أنّ مثل هذه الاتهامات لا تعكس سوى “عجز عن مواجهة الحقيقة الداخلية”، مؤكدين أن مبادرتهم تعبّر عن جيل اتحادي جديد قرر رفع صوته ضد الانحراف عن مبادئ الحزب والسعي إلى استعادة روحه النضالية المفقودة.
انتقادات حادة للقيادة
وجّه البيان اتهامات مباشرة إلى القيادة الحالية، وعلى رأسها الكاتب الأول للحزب، بالاعتماد على مؤتمرات إقليمية مفصّلة على المقاس لا هدف لها سوى “تكريس منطق التحكم والتمديد”، عبر فرض مقربين في الهياكل التنظيمية قصد تمرير تعديل يفتح الباب أمام استمرار الكاتب الأول في القيادة خارج منطق التداول الديمقراطي الذي ميّز تاريخ الحزب.
وأشار شباب الحركة إلى أن الإشراف المباشر للكاتب الأول على مؤتمرات إقليمية، مثل مؤتمري الفقيه بن صالح وفاس، لا يهدف إلى إحياء التنظيمات بل إلى توظيفها في مشروع شخصي يهدد هوية الاتحاد ويشوّه صورته التاريخية. واعتبروا أن المشاهد التي رافقت هذه المؤتمرات “فولكلورية” وتسيء إلى رمزية حزب الشهداء ورصيده النضالي.
سبع رسائل مركزية
البيان حدد موقف الحركة في سبع نقاط أساسية:
- رفض قاطع لأي تعديل يتيح ولاية رابعة أو مفتوحة للكاتب الأول.
- إدانة الانقلاب التنظيمي عبر مؤتمرات مفبركة ومفصّلة على المقاس.
- التمسك بمبدأ التداول الديمقراطي باعتباره شرط بقاء الحزب حيًّا وقويًّا.
- دعوة الغاضبين والمنسحبين إلى تشكيل جبهة شبابية اتحادية تعيد الروح النضالية للحزب.
- تحميل المسؤولية التاريخية لكل من يساهم في تحويل الحزب إلى جهاز شخصي.
- إدانة العنف والتخريب والتشديد على أنّ صوت الشباب هو صوت الحوار والنضال السلمي.
- المطالبة بفتح حوار مسؤول مع الشباب الجاد باعتبارهم طليعة التجديد وضمانة المستقبل.
التحليل: أزمة داخلية تكشف انقسام الأجيال
- البعد التنظيمي: البيان يعكس صراعًا حادًا داخل الاتحاد الاشتراكي، حيث تتهم القواعد الشبابية القيادة بالسعي إلى شرعنة “التمديد”، في حين تتمسك بضرورة التداول الديمقراطي.
- البعد الرمزي: شباب Z يقدمون أنفسهم كحماة “روح الحزب” النضالية في مواجهة “الفولكلور السياسي”، ما يعيد التذكير بتاريخ الاتحاد كحزب مقاومة ودماء شهداء.
- البعد الاستراتيجي: معركة الشباب ليست معركة مواقع، وفق ما يؤكدون، بل “معركة قيم ومبادئ”، غير أن دخولهم على خط الشرعية التنظيمية قد يعيد رسم التوازنات داخل الحزب في المدى القريب.
يبدو أن بيان شباب Z الاتحادي رقم 2 يكرّس قطيعة متزايدة مع القيادة الحالية، ويفتح جبهة جديدة داخل الاتحاد الاشتراكي بين جيل قديم متمسّك بالزعامة وجيل جديد يرفع شعار التجديد والتداول. ويبقى السؤال: هل ستتجه الأزمة نحو انفجار تنظيمي قد يهدد وحدة الحزب، أم أنها ستتحول إلى فرصة لإعادة بناء الاتحاد على أسس أكثر ديمقراطية؟