‏12 ‏جهة‏آخر المستجداتأ‏حداث

“طحن الورق” تشعل الجدل: زلة لسان التويزي تربك الأغلبية وتفتح ملف الدعم العمومي

(كش بريس/ م أمين بدوي) ـ لم تمرّ عبارة “طحن الورق” التي تلفّظ بها النائب البرلماني أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، مرور الكرام. فبعد ساعات قليلة من انتشار المقطع الذي تضمّن هذه العبارة الغامضة، تحوّل الموضوع إلى قضية رأي عام، وفتح الباب أمام نقاش واسع حول كفاءة الخطاب البرلماني وحدود المسؤولية السياسية في تناول قضايا حساسة مثل الدقيق المدعّم.

التويزي حاول احتواء الجدل بإصدار توضيح رسمي، قال فيه إن المقصود من العبارة كان “مجرد تعبير مجازي يشير إلى التلاعب في الفواتير والوثائق”، نافياً أي علاقة بين كلامه ومزج مواد غريبة بالدقيق. لكن هذا التوضيح لم يُقنع كثيرين، خاصة وأنه جاء بعد ضغط قوي من الرأي العام ومن خصومه السياسيين الذين وجدوا في الواقعة فرصة لتقويض صورته.

مصادر متتبعة للشأن البرلماني ترى أن بيان التويزي، رغم محاولته تهدئة الوضع، كشف عن ارتباك في التواصل السياسي، وعن ضعف في التعامل مع الرأي العام الرقمي الذي لا يرحم الزلات اللغوية. فعبارة “طحن الورق”، حتى وإن كانت مجازية، لم تكن في محلها داخل نقاش حول قطاع يعاني من شبهات واختلالات هيكلية.

ويعتبر بعض المتابعين أن التويزي، المعروف بخبرته الطويلة في العمل السياسي، لم يُحسن تقدير وقع كلماته، خصوصاً في ظرفية يتزايد فيها الاحتقان الاجتماعي حول أسعار المواد الأساسية وجودتها.

اللافت في هذه القضية أن عدداً من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين المنافسين للتويزي ينشطون في قطاع مطاحن الدقيق المدعّم، ويتمتعون بسمعة مهنية أكثر استقراراً. وبينما كان هؤلاء المنافسون يجنون نقاطاً في الميدان بفضل استثماراتهم في الجودة والشفافية، وجد التويزي نفسه في موقع دفاعي، يحاول تبرير عبارة أثارت شكوكاً أكثر مما أزالتها.

مصادر من داخل الأغلبية الحكومية أكدت لـ“كشبريس” أن بعض البرلمانيين الذين يشتغلون فعلاً في هذا القطاع استغلوا الواقعة لطرح تساؤلات حقيقية حول منظومة الدعم العمومي ومآلاته، في وقت بدا فيه رئيس الفريق البرلماني للبام منشغلاً بإطفاء نيران الجدل بدل قيادة النقاش.

من الناحية السياسية، يرى مراقبون أن ما حدث يعكس تراجع التأثير الخطابي للتويزي داخل المؤسسة التشريعية، مقارنة بفترة سابقة كان فيها من أبرز الوجوه البرلمانية النشطة.
زلة اللسان هذه أعادت إلى الواجهة النقاش حول قدرة بعض البرلمانيين على مواكبة التحول في المشهد الإعلامي والسياسي، حيث أصبحت الكلمة الواحدة كافية لتقويض رصيد سياسي بُني لسنوات.

في المقابل، يُنظر إلى بعض منافسيه على أنهم أكثر تماساً مع الواقع، وأقدر على الحديث بلغة تقنية دقيقة تتجاوز الشعارات.

ما بين توضيح مرتبك ومنافسين أقوياء في الميدان، وجد التويزي نفسه في زاوية حرجة سياسياً وإعلامياً.
فالقضية لم تعد مرتبطة بتعبير دارج، بل تحولت إلى اختبار للقيادة والخطاب والمسؤولية داخل فريق برلماني كان يُفترض أن يقود النقاش حول إصلاح منظومة الدعم، لا أن يُجرّ إلى تبرير مفردات غير محسوبة.

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button