
ـ د. منصور مالك (لندن) ـ
هذه الليلة (الأحد، 7 سبتمبر 2025) سيشهد العالم ظاهرة سماوية نادرة ومهيبة، إذ سيغمر ظلّ الأرض القمرَ بالكامل فيتحول لونه إلى الأحمر القاني. يسمي علماء الفلك هذا المشهد القمر الدموي (Blood Moon).
لا شك أن المنظر سيأسر الأبصار بجماله المهيب، ولكنه في ميزان الإيمان ليس مجرد حدثٍ فلكي، بل هو آية من آيات الله، تذكّر القلوب الغافلة، وتدعو العباد إلى التوبة والرجوع إلى خالقهم.
🌙 تحذير النبي ﷺ
قال رسول الله ﷺ:
«إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوّف الله بهما عباده.»
(صحيح البخاري ومسلم)
إذن فالقمر الأحمر ليس مناسبةً للدهشة والفضول فقط، بل هو جرس إنذار في عالمٍ امتلأ بالمعاصي، وشاعت فيه المنكرات، وضعُف فيه صوت الناصحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
📖 تذكير قرآني
قال تعالى:
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
(الأنفال: 25)
وهذا تنبيه بأن الفتنة والعقاب إذا نزل لا يقتصر على الظالمين وحدهم، بل يعمّ الجميع إذا انتشر المنكر ولم يُغيَّر.
مسؤوليتنا
ليست هذه اللحظات مخصّصة لرفع البصر إلى السماء فحسب، بل لفتح بصيرة القلب أيضاً. وعند رؤية القمر الأحمر الليلة، علينا أن:
• نجدد العهد مع الله، بذكره وطاعته.
• نتوب توبة نصوحاً من الذنوب والتقصير.
• نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
• نوصي أبناءنا وبناتنا وأهلنا بالخير، ونحذرهم من المنكرات التي انتشرت انتشاراً واسعاً.
وقد قال النبي ﷺ:
«ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، هم أعز وأكثر ممن يعملها، ثم لم يغيّروه، إلا عمّهم الله بعقاب.»
(مسند أحمد)
🤲 دعاء وإنابة
فلنرفع أيدينا الليلة بالدعاء:
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا }
(آل عمران: 147)
{ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا }
(الأعراف: 155)
🔴 الخلاصة
القمر الأحمر هذه الليلة رسالة سماوية توقظنا من الغفلة. فلنغتنم هذه الفرصة لا لنتأمل جمال السماء فقط، بل لنلجأ إلى رحمة الله ونطلب حمايته من الفتن والبلاء.
والله المستعان، وعليه التكلان.