‏آخر المستجداتلحظة تفكير

مالكة العاصمي: بمناسبة ذكرى وفاة علال الفاسي.. أينك يا علال

ـ نكبة كل يوم وكل لحظة يا علال ـ

تتعاظم نكباتنا وتتراكم تلالا وجبالا لا نهاية لها

الآن بلغت الأمور نحد العجز والتسليم بعد كل ما عانته وتعانيه غزة وعموم فلسطين من محرقة مفتوحة وهولوكوست حقيقي، هولوكوست يومي تحت الأعين يا علال

اليوم كباقي الأيام تعرضت أعداد لا حصر لها للحرق، وأخرى للقصف، وأخري تطايرت أطرافها وأعطبيت، وأخرى تقطعت أشلاء وقطعا، وأخرى طمرت تحت الأنقاض وستموت هناك تحت التعذيب والردم. والناس يتساقطون حاليا جوعا وعطشا ومرضا في الشوارع وعجزا عن إقامة أودهم بسبب الجوع، أطفالا و شيوخا و نساء ورجالا وشبابا. يكاد الجميع يكون عاجزا عن التحرك والكلام والبحث عن عشب أو شبهه لالتهامه كي يعيش. والقتل يطارد الصحفيين وهيئات الإنقاذ. المستشفيات تقصف ومعها المرضى والأطباء والهيئة الصحية وكل الموجودين.

أما المعتقلون والمعتقلات فيتعرضون ويتعرضن لأسوء أنواع التعذيب والانتهاك مما يقال وما لا يقال، ومن يغادرون السجون يصلون شبه موتى منتهكين.

الوحيد الذي يتزيى بذلته الأنيقة ويشعر بالأمن والاستقرار في مملكته ويمارس اللاسيادة عارفا متأكدا ألا وجود لدولة ولا سيادة ولا رئاسة، ولكنه مكتف باسم رئيس وما يدره عليه هذا الاسم من مال وأمن وبحبوحة.

يعتقد أنه رئيس دولة فلسطينية وذلك يكفيه ويغنيه ويسعده رغم أن تلك الدولة لا وجود لها. فإسرائيل تجول في أحشائها بحرية تقتل وتحرق وتهدم وتنتهك وتدمر ، وليس من شأنه أو مسؤوليته أن يستنكر ويعبر ويرفض، فأحرى أن يواجه ويتصدى ويقاوم. فقط هو رئيس دولة وكفى مهما كانت في الوهم، الأهم لديه ما يعود عليه من صفته تلك

لم تكن لتصمت علال عن وضع إنساني شنيع كهذا

لم تكن لتقبل أولوية مهما كانت وطنية تنموية قبل أولوية غزة وفلسطين.

لم تكن لتقبل سعار المؤتمرات والمهرجانات والاحتفالات والمناسبات الوطنية والدولية وهذا الإلهاء العام مما يسمى الأنشطة الدولية والوطنية التي تعقد في كل مدينة وقرية على حدة حتى ليزاحم بعضها بعضا وينافس بعضها بعضا ويغطي بعضها على بعض .

أنشطة هدفها الأكبر إشغال الناس ورشوتهم وإلهاؤهم عن القضية الأكبر الحارقة التي تعيشها الإنسانية وبالذات إخواننا في فلسطين. يتم توزيع أنواع الدعم والمساعدة والجوائز والرشاوي تحت مسميات مختلفة لإسكات الناس وشغلهم بما هو اشبه بلا شيء؟

ستكشف لا شك هذه الخطة المغربية الدنيئة التي تستهدف الوطن والمواطن وتعرض أموال وميزانية المغرب للإهدار والاستنزاف بسبب مؤتمرات ومهرجانات ومناسبات وانشطة عبثية زائفة فاشلة وستفضحها.

لم تكن لتسكت

لم تكن لتهدأ

لم تكن لتغيب

كنت ستتحرك في كل الأمكنة والأراضي والحقول ومع كل الفاعلين

وكنت ستعبئ

وكنت ستتعزز بفعاليات حقيقية قادرة على الفعل والإقناع وبلوغ الأهداف

كنت ستبلغ لإقناع جهات ما على الوصول بالمطالب إلى نتائجها

كنت ستجد الأفكار والمقترحات والمبادرات والمهارات الكفيلة بالوصول إلى أهداف وقف الحرب وتقديم الطعام والماء والكهرباء وغيره للجوعى والعطشى والمرضى.

كنت ستنجح

ستنجح لا شك مهما واجهت من هجومات وتحملت من تضحيات.

هكذا كنت ستفعل يا علال. ستتحرك في كل مكان، في الشرق والغرب والشمال والجنوب. مع الأعداء والأصدقاء لا فرق، وستجري الاتصالات المفيدة الناجعة، لن تخفي رأسك في الرمل ولن تنشغل بغير وقف القتل كأولوية الأولويات الإنسانية الدينية والوطنية والقومية وأولوية الشرائع والمذاهب والأكوان.

كنت ستفعل وأنت تتكلم، وتتكلم وأنت تفعل. لم تكن لتسكت، ولم تكن لتهمل أو تتوقف أو تضع أولويات غير ما هو أولوية الأولويات. فأينك يا علال اليوم. أينك

مالكة العاصمي

13 ماي 2025

‏مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Back to top button